كان أول خبر أعلن رسميا يوم 7 من الشهر الجاري حول الضحايا هو مقتل عنصرين من القوات العمومية، واحد ينتمي إلى الدرك الملكي وآخر إلى الوقاية المدنية، ليليه خبر في اليوم نفسه عن مقتل عنصر من عناصر القوات المساعدة بعدما وجهت له طعنات بالسلاح الأبيض بوحشية لا تتصور. وتوالت بعد ذلك الأخبار عن وفاة آخرين إلى أن بلغت الحصيلة مقتل عشرة من رجال القوات العمومية، من دركيين وقوات مساعدة وإطفائيين، قضوا كلهم حتفهم متأثرين بجراحهم بعدما امتدت إليهم أيادي الغدر الآثمة. دفنت جثامين الشباب العشرة في جو جنائزي مهيب، مندد بجرائم نفذها مجرمون من ذوي السوابق العدلية، الذين حولوا مخيم «كديم إيزيك»، الذي كان خاصا بالمطالب الاجتماعية، إلى ملجأ للمجرمين فرضوا على المحتجين عدم مغادرة المخيم وحاصروهم، آمرين إياهم بعدم قبول الحلول التي قدمتها الدولة. لم يظن هؤلاء الشهداء أن المجرمين داخل المخيم سيواجهونهم بالزجاجات الحارقة وقنينات الغاز واستعمال السلاح الأبيض، في وقت كانت القوات العمومية تخلص المواطنين من قبضة المجرمين بشكل سلمي ودون استعمال السلاح، بل بوسائل مكافحة الشغب. شهداء الواجب منهم رجال الدرك، مثل وبدر الدين الطراهي ووليد أيت علا وعبد المجيد أطرطور، الذي ازداد بمدينة تازة سنة 1986 ودرس بالكلية متعددة الاختصاصات بتازة لمدة سنتين، والتحق بصفوف الدرك الملكي فأمضى سنتين ليتخرج ويذهب للعمل بالعيون منذ أزيد من سنة. أما بدر الدين الطراهي فلم يتجاوز بعد 22 عاما، واختار الانخراط في صفوف الدرك الملكي، وكان نصيبه أن يستشهد في أول يوم يلتحق به بمدينة العيون، إذ كان مقر عمله ببوجدور. وينحدر الطراهي من مدينة مراكش. أسرة الشهيد حكت ل«المساء» أن مهمة بدر الدين كانت هي حراسة أمن وسلامة الصحراويين داخل المخيم، لكن غدره المجرمون الذين هاجموه من الخلف حاملين سكاكين وسيوفا ليذبحوه، وكان أول دركي يتلقى طعنة في أحداث العيون، إضافة إلى الدركي وليد آيت علا، الذي ينحدر من مدينة ميدلت، والذي التحق رحمه الله بمدرسة الدرك الملكي بابن جرير وبعد انتهائه التحق بمراكش للتدريب سنة 2009، ليستلم مهامه بالعمل بمدينة العيون، فكان قدره أن يقضي حتفه على يد ميلشيات خارج القانون. ومن الذين قضوا نحبهم في الأحداث الأليمة بالعيون عناصر من القوات المساعدة أمثال عبد المنعم الشتيوي وياسين بوقطاية ومحمد علي بوعلام، ثم النشوي، الذي يبلغ من العمر 30 سنة، وهو من سكان حي التقدم بالرباط، وكان يعمل بمدينة سطات منذ خمس سنوات، وكان ضمن الذين تم اختيارهم للتوجه إلى العيون من أجل التعزيز الأمني بالمدينة. أما بوقطاية بهو، فهو من مواليد مدينة العيون سنة 1986، نشأ بها وانخرط في صفوف القوات المساعدة سنة 2006. أما محمد بوعلام فينحدر من مدينة كلميم، وهو من مواليد 1980، وقد عمل أزيد من ست سنوات بمدينة سنوات، وتم إلحاقه رفقة بعض زملائه بالعيون مع بداية الاعتصام بالمخيم. هذه بعض المعطيات عن بعض الشهداء الذين تكفل الملك محمد السادس شخصيا بنفقات دفن جثامينهم. كما تكفل أيضا بمصاريف علاج الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خلال هذه العملية. وكان الملك قد أبلغ تعازيه الحارة لعائلات الضحايا الذين سقطوا أثناء تأديتهم واجبهم الوطني، كما أبلغ مواساته الصادقة للجرحى، متمنيا لهم الشفاء العاجل.