لم يعد السلك العادي لرجال السلطة حكرا على الرجل، بعدما ضم الفوج 43، الذي أقيم حفل تخرجه أول أمس بالمعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، عددا من النساء اللواتي سيصبحن في مناصب رجال السلطة (القياد). إذ تضمن الفوج، الذي أشرف على حفل تخرجه وزير الداخلية شكيب بنموسى، 19 عنصرا نسويا من أصل 107 المتخرجين برسم السنة الجارية. واعتبر بنموسى، في كلمته، أن تخرج أول فوج يضم ضمن صفوفه عناصر نسوية «من شأنه تعزيز صفوف رجال السلطة، تطبيقا للسياسة الملكية الهادفة إلى بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يضمن المساواة بين الرجل والمرأة». وقال بنموسى إن وزارة الداخلية، تكريسا لهذا التوجه القائم على قيم المساواة وتكافؤ الفرص والتي تشكل اللبنات الصلبة لبناء المغرب الحديث، عازمة على السير وفق هذا المنهج «تحقيقا لمزيد من المهنية والاحترافية في العمل والرفع من جودة الخدمات ويعتبر هذا الفوج أول فوج يضم نساء في تاريخ المعهد الملكي للإدارة الترابية الذي فتح أبوابه قبل عامين في وجه العنصر النسوي، في أول مبادرة من نوعها، بهدف إدماج العناصر النسوية داخل مجالات السلطة، بإتاحة الفرصة لها لتحمل مراكز المسؤولية والقرار». ويعين رجال السلطة بظهير ملكي، ويباشرون مهامهم داخل المنطقة الترابية المحددة لهم، حيث توكل إليهم مهام ترتبط بقضايا التعمير والاستثمار والاستخبارات. وحسب محمد عنتاري، الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية، فإن تعيين نساء في صفوف «رجال السلطة» هو تكريس لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في جميع المناصب وفي جميع القطاعات، إلا أن العقلية الموجودة في المجتمع، وخاصة في السلطة، لا تسمح، بحسب عنتاري، بأن تباشر المرأة مهامها بطريقة ميسورة، لكنه اعتبر أن هذا التعيين «خطوة أولى وإيجابية ستؤدي إلى لعب المرأة دورا رئيسيا، خصوصا وأن امرأة هي التي احتلت المرتبة الأولى في الفوج المتخرج». لكن عنتاري أشار في نفس الوقت إلى بعض الصعوبات التي ستعترض النساء في مزاولة مهامهن، إذ إن رجل السلطة يفترض فيه أن يكون على استعداد متواصل ليلا ونهارا، بينما يصعب ذلك على المرأة بسبب التزاماتها العائلية وتقلباتها الفيزيولوجية وفترات الحمل والولادة، وقال إن نساء السلطة يمكن أن يؤدين مهامهن داخل الإدارة وليس بالضرورة في الميدان، مطالبا بالتدرج لكي تصبح المرأة في مواقع المسؤولية داخل أجهزة السلطة والأمن. أما محمد بن علال، الخبير العسكري، فقد طالب، في تصريح ل«المساء»، ب«التمييز الإيجابي» في السلطة والجيش، ورحب بتعيين نساء ضمن فوج رجال السلطة المتخرج من المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، مشيرا إلى ضرورة اتباع نفس النهج في الأكاديميات العسكرية، لكي تصبح المرأة في مواقع المسؤولية داخل المؤسسة العسكرية، داعيا في نفس الوقت إلى تحفيز النساء المتخرجات على العمل في الميدان بين المواطنين وليس في المكاتب.