اعتبرت ندية ياسين إدماج المرأة المغربية في قطاع الأمن، إنجازا يحسب لصالح المرأة إذا كان المقصود بإقحامها في سلك الأمن أن تكون شريكا فعليا في ضبط الأمن بشكل حقيقي، وليس من باب التمويه على أن المغرب يسير في اتجاه الحداثة أو المخاطرة بالمرأة في عمل أمني غير مضمون العواقب. وحذرت"ندية ياسين" ابنة مرشد جماعة العدل والإحسانمن أن يكون الهدف من إقحام المرأة المغربية في سلك الأمن إشراك المرأة في تحمل تبعات وضع أمني يزداد سوءا، وقالت إن "الحالة الأمنية في المغرب متدهورة جدا وتعيش أزمة حقيقية، وقد يؤدي تعيين المرأة في سلك الأمن المباشر إلى مخاطرة حقيقية بحياتهن في ظل تنامي معدلات الجريمة بفعل التنامي المتصاعد في سوق البطالة، ونحن نتابع يوميا مظاهر الاحتجاج للعاطلين أمام البرلمانفي العاصمة الرباط، حيث أن البطالة تؤدي إلى مزيد من الإجرام إضافة إلى الضغط النفسي بسبب انعدام الآفاق أمام الشباب المغربي، حيث أن أقصى ما يحلم به الشباب المغربي اليوم هو أن يصبح فنانا في استيوديوهات "الدوزيم" للأسف الشديد، وهذا ناتج عن سياسة الاستحمار التي يمارسها الحكم المغربي على شبابه المسكين"، على حد تعبيرها. "" وأكدت ندية ياسين مسؤولة القطاع النسائي في جماعة العدل والإحسان المحظورة في المغرب في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن الإسلام لا يمنع المرأة من أن تتولى مهام أمنية، لكنها شككت في أن تكون السياسة المغربية صادقة في توجهاتها نحو انفتاح المؤسسة الأمنية على القطاع النسائي، وقالت: "في مسألة انضمام المرأة المغربية إلى سلك الأمن الذي يحدث لأول مرة في المغرب، أنا أنطلق من مقاربة عامة لا ترى في ذلك أي حرج، ولدينا في السيرة النبوية الدليل الكافي لنساء شاركن الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع المجالات، خصوصا في مجال الأمن والجهاد، غير أنه في الإطار المغربي أعتقد أن المسألة تتعلق بتمويه أكثر منه بقرار جاد للمساواة بين المرأة والرجل، حيث أن الحكومة تريد إعطاء صورة مثالية لمغرب متقدم يساوي بين المرأة والرجل في إطار سياسي لامع". وكان المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة قد احتضن الأسبوع الماضي احتفالات تخريج الفوج 43 من السلك العادي لرجال السلطة، ضمت لأول مرة 19 امرأة من أصل 107 من إجمالي عدد المتخرجين من هذا الفوج برسم السنة الجارية . ونقل عن وزير الداخلية شكيب بنموسى الذي ترأس حفل التخرج، اعتباره تخرج أول فوج يضم ضمن صفوفه عناصر نسوية، تطبيقا للسياسة الملكية "الهادفة إلى بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يضمن المساواة بين الرجل والمرأة".