بدأ قاض فدرالي أمريكي الاثنين الماضي النظر في قانونية قائمة أعدتها وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) بأسماء أشخاص مطلوب تصفيتهم، بعدما طعن في شرعية هذه القائمة والد أنور العولقي، الإمام اليمني-الأمريكي الوارد اسمه على اللائحة. واستمع القاضي جون بايتس إلى المرافعات في اليوم نفسه، الذي دعا فيه الإمام الأمريكي من أصل يمني إلى قتل أمريكيين دون مشاورة أحد، في تسجيل فيديو عرض على مواقع الكترونية متشددة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفضت الإقرار رسميا بوجود مثل هذه القائمة، إلا أن مصادر أشارت لوكالة «فرانس برس» إلى أن العولقي ورد اسمه على قائمة المطلوب القبض عليهم أو تصفيتهم. واحتج ناصر العولقي أن نجله، الذي يشتبه فيه بأنه من قياديي تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وأنه العقل المدبر لسلسلة من الاعتداءات ضد الولاياتالمتحدة، لا يزال يتمتع بالحق الدستوري بمحاكمة عادلة. وتولى جميل جعفر أحد محامي رابطة الدفاع عن الحقوق المدنية الأمريكية الدفاع عن قضية العولقي بتعاون مع مركز الحقوق الدستورية. وقد اتهمت هاتان المنظمتان الحقوقيتان الحكومة الأمريكية بإصدار حكم بالإعدام دون محاكمة. وقال الطرفان في مرافعاتهما إنها «دعوى استثنائية لا سابق لها». ودعت الإدارة إلى إسقاط الدعوى، بينما حث محامو العولقي القاضي على عدم السماح للإدارة باغتيال الإمام الذي لجأ إلى المناطق القبلية في اليمن. وتعتبر الإدارة الأمريكية، التي ألمحت إلى إمكان اللجوء إلى مبدأ سر الدولة لإسقاط الدعوى، أن هذه الشكوى تمثل تدخلا من قبل القضاء في شؤون السلطة التنفيذية. وقال محام يمثل الحكومة الأمريكية في مرافعته إن صدور أمر قضائي سيعطي زعيم القاعدة (في شبه جزيرة العرب) القدرة على مواصلة التخطيط لشن عمليات ضد الولاياتالمتحدة. ويحق للإدارة الأمريكية استخدام القوة ضد مواطنين أمريكيين إذا رأت أنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي. ومن المفترض أن يصدر القاضي بايتس، الذي طرح العديد من الأسئلة على الطرفين طيلة قرابة الثلاث ساعات، قراره في غضون بضعة أسابيع بشأن ما إذا كان سيقرر متابعة السير في الدعوى أو إسقاطها. و في الأسبوع الماضي أصدر اليمن، الذي يخضع لضغوط متزايدة من الولاياتالمتحدة للقضاء على القاعدة، أمرا ب«القبض القهري» على العولقي الذي اعتبر فارا من العدالة إثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض على قتل أجانب، في أولى دعوى قضائية ضده. وكان تنظيم القاعدة تبنى محاولة تفجير طائرة أمريكية، وأكد أيضا أنه وراء تحطم طائرة شحن أمريكية في دبي، وفقا لموقع «سايت» الالكتروني. وسبق لصنعاء أن أكدت بلسان عدة مسؤولين يمنيين أنها لن تسلم العولقي إلى الولاياتالمتحدة. والعولقي، الذي لا ينتمي بالأساس إلى تنظيم القاعدة، حسب المراقبين، اقتربت مواقفه من التنظيم خلال الفترة الأخيرة. وقد تبنى زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي الإمام الشاب في رسالة صوتية قبل أشهر. واتهم المستشار الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب جون برينان العولقي بإقامة علاقات مع الميجور نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الأمريكي المتحدر من أصل فلسطيني، والمتهم بإطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس، مما أسفر عن 13 قتيلا. كما اتهمه بالاتصال بالطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة فوق الولاياتالمتحدة يوم عيد الميلاد. ويستفيد تنظيم القاعدة في هذا اليمن البلد الفقير من عجز الدولة عن بسط سيطرتها على جميع أراضيها في ظل الخلافات القبلية مع الحكومة والحركة الانفصالية في الجنوب. وعاد هذا البلد إلى الواجهة بقوة بعد إطلاق إنذار عالمي في المطارات بسبب ضبط طردين مفخخين في دبي وبريطانيا نهاية الشهر الماضي، أرسلا من اليمن إلى مركز عبادة يهودي في الولاياتالمتحدة.