احتج عشرات المعتصمين، قرب الحدود الوهمية لمليلية المحتلة أول أمس، على تصريحات لأحد أعضاء المجلس الاداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (إيركام)، الذي أخبر المعتصمين بأن الملك محمد السادس اتصل به شخصيا وطلب منه إبلاغهم بالعدول عن محاصرة مليلية. وقالت مصادر حضرت الاعتصام، الذي انطلق أول أمس بعد تعليقه بسبب الزيارة الملكية، إن تصريحات سعيد الموساوي، عضو إيركام، التي أقحمت اسم الملك «عنوة في محاولة لإرضاء الإسبان المحتلين»، دفعت المعتصمين، الممثلين لمختلف الجمعيات المدنية والحقوقية بالناظور، إلى تمديد اعتصامهم الذي انطلق في الساعة السادسة صباحا إلى الثانية عشرة والنصف بدل العاشرة، احتجاجا على ذلك السلوك، لتتوجه الفعاليات المشاركة في الاعتصام بعد ذلك إلى مقر الشؤون العامة بالناظور لتقديم شكاية شفوية ضد الموساوي. ويوقف المعتصمون حركة دخول وخروج السيارات إلى مليلية المحتلة، بينما يسمحون للراجلين بالمرور، ويحتجون ضد فرض الأمن الإسباني تأشيرة على سكان إقليمالناظور في بعض المرات للسماح لهم بدخول المدينةالمحتلة، ومنع عبور أكثر من ثلاثة أشخاص على متن السيارات المغربية، ووضع عبارة «ملغى»على جوازات سفر الأشخاص الذين يمنعون من العبور، وعدم السماح للنساء الحوامل بدخول المدينةالمحتلة بدعوى التخوف من أن يضعن مواليدهن فوق التراب الإسباني. ويطالب المعتصمون بإيفاد لجنة تقصي مركزية من مدريد للتحقيق في التجاوزات المرتكبة من قبل رجال الأمن الإسبان في الحدود، ويرفضون أي لجنة للتحقيق من السلطات الإسبانية في مليلية المحتلة. وانطلقت تلك الاعتصامات يوم 26 يونيو الماضي، بسبب ارتفاع وتيرة خروقات عناصر الأمن الإسباني ضد المواطنين المغاربة، وتزامن ذلك مع اعتقال عضو مجلس المستشارين يحيى يحيى، واستمرت في الأيام التالية حيث كان المعتصمون يغلقون النقاط الحدودية بين بني أنصار ومليلية و بين فرخانة ومليلية، بمعدل أربع إلى ثماني ساعات في اليوم، قبل أن يتقرر إغلاقها ليوم كامل في 30 يونيو. وقررت الفعاليات المدنية والحقوقية في الناظور تعليق اعتصاماتهم مؤقتا، بسبب الزيارة الملكية للمنطقة في 3 يوليوز الجاري، حيث عقدت ندوة صحافية في اليوم التالي أعلنت فيها عن الأسباب الحقيقية للاعتصامات المستمرة، وأكدت خلالها عدم وجود أي علاقة مباشرة بين اعتقال يحيى يحيى وبين تلك الاحتجاجات.