تجندت مختلف المصالح الأمنية والصحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حتى تتم عملية نقل الضحايا الذين أصيبوا في حادثة سير في الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء ومدينة مراكش، وكانت حافلتا الوفد السياحي الذي كان يتكون معظمه من سياح إسرائيليين وفلسطينيين متجهتين نحو المدينة الحمراء، قادمتين من العاصمة الاقتصادية، في النقطة الكيلومترية رقم 50، وبالضبط في المنطقة التابعة للنفوذ الترابي لجماعة مشرع بن عبو عندما وقعت الحادثة. وحسب تصريحات الضحايا التي خصوا بها المسؤولين، فإن الحادث وقع نتيجة خطأ فادح ارتكبه سائق إحدى الشاحنات (رموك) الذي كان يقف بجانب الطريق السيار لعطل ما في محركه، لكنه وبعد أن أراد النزول من مقصورة الشاحنة لم ينتبه إلى السيارات الآتية من نفس الاتجاه، الشيء الذي فاجأ سائق الحافلة الأولى، الذي حاول تجنب الاصطدام لكن باب الشاحنة صدم الحافلة ممزقا بذلك هيكل هذه الأخيرة، ليصاب إثر ذلك ستة من الركاب الذين كانوا في المقاعد اليمنى للحافلة. ولحظة توصلها بخبر الحادث، هرعت إلى عين المكان عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية سطات ورجال الوقاية المدنية لاتحاد التدابير الأولية ومعرفة ملابسات الحادث، ليتم نقل المصابين على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات في المستشفى الإقليمي الحسن الثاني في سطات. وسجلت «المساء» الدور الكبير الذي قامت به الأجهزة الأمنية التي حضرت بكثافة، وعلى رأسها والي الأمن، في توفير الأمن، خصوصا أن الحادث تزامن مع موعد الزيارات العادية. كما سجلت مجهودات الطاقم الطبي، بمختلف تخصصاته، لإعطاء الإسعافات الأولية للمصابين. وأكد مدير المستشفى أن ستة من ركاب الحافلة أصيبوا إصابات بالغة وتعرضوا لكسور وأن حالة واحد منهم ما زالت حرجة تعذر معها نقله إلى الرباط، مخافة وقوع مضاعفات، ليتم الاحتفاظ به في المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية ووضع تحت العناية المركزة، بإشراف طاقم طبي متخصص. بعد ذلك، تم نقل المصابين الخمسة بسيارتي إسعاف تابعتين للمستشفى الحسن الثاني، بغرض نقلهما عبر طائرة هيليكوبتر تابعة للدرك الملكي كانت رابضة فوق أرضية الملعب الشرفي في سطات على الساعة الرابعة من زوال يوم الخميس 4/11/2010، إلى المستشفى العسكري في الرباط، قبل أن يتم نقل المصاب الثالث صباح أمس الجمعة، على الساعة الثامنة صباحا، إلى المستشفى العسكري في الرباط. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن الوفد السياحي الذي تعرض للحادث يعمل لحساب الشركة الإسرائيلية «Nerelett» المتخصصة في الصباغة والتي نظمت رحلة سياحية إلى المغرب، كانت تدخل في برنامجها مدينتا الجديدةومراكش. وتجدر الإشارة إلى أن الشريط الرابط بين مدينة سطاتومراكش من الطريق السيار يعتبر نقطة سوداء يسجل ضعفا في الخدمات المقدَّمة لمستعمليه، من حيث قلة المراقبة وانتشار الدواب والكلاب الضالة على جنباتها، والتي تشكل تهديدا دائما في وجه للسائقين، في غياب سياج حقيقي يحميهم من تسلل الحيوانات..