كثيرة هي الحالات المضحكة والمبكية التي تسببت فيها الأكباش أو كان عيد الأضحى مناسبة لحدوثها. هذه الطرائف يكون المواطن فيها و كذا الكبش طرفين رئيسيين. كثيرة هي الحكايات والقصص التي يرويها سكان آسفي عن أناس سقطوا ضحية اللصوص، بعدما كانوا يبحثون عن أضحية العيد. لم يكن زبائن مقهى جميل بالمدينةالجديدةبآسفي الساحلية يتوقعون أن تمطر سماء المدينة شيئا آخر غير الأمطار. لكن قبل أيام قليلة من عيد الأضحى في إحدى السنوات الماضية حدثت المفاجأة. كان «عثمان» يجلس رفقة بعض أصدقائه متحلقين حول مائدة القهوة والشاي، يتبادلون الحديث حول حياة الاغتراب، التي يعيشها الشبان المغاربة ببلاد المهجر، دون أن يدروا بأن كارثة تتربص بهم. إذ بينما كان «عثمان» يرتشف القهوة رفقة أصدقائه، شاهد بالقرب من مكان جلوسه إحدى النساء وابنها «يتصارعان» مع ثلاثة خرفان، وتسعى إلى إرغامها على الصعود، لكي تأمن عليها من هروبها. لم يدع «عثمان» السيدة تقاوم لوحدها تعنت الأكباش الضخمة من دخول باب العمارة، بل قام رفقة أصدقائه بمساعدة المرأة، التي كانت تتصبب عرقا، جراء الجهد الذي بذلته لدفع الأكباش صوب باب العمارة، التي تقطن بها. مد الشباب يد المساعد للسيدة، إلى أن تمكنت من السيطرة على الأكباش، و قادتها إلى باب الشقة، بعد أن بذل الشباب جهدا كبيرا من أجل إيصالها إلى المكان المعلوم، وحينها غادر الشباب شقة السيدة، وعادوا إلى مقاعدهم بالمقهى. السماء تمطر أكباشا بعد إدخال الأكباش إلى المنزل قامت السيدة بربطها بحبال رقيقة، لكن بعد وقت قصير ستتمكن الأكباش وبجهد قليل من فكها والاتجاه صوب النافذة المطلة على المقهى، بعدما رفضت المكوث بالمقام الجديد. وبينما كان الشبان يتبادلون الحديث ويدخلون في نوبة من الضحك يدوي صداها في جنبات المقهى، إذا بأجسام ثقيلة تهوي على السقيفة، التي تغطي جوانب المقهى. لم يعرف الشبان ما الذي يحدث بالضبط، لكن بعد ثوان قليلة سيكتشفون أن الأكباش المذكورة هوت من فوق على الأرض بعد أن فكت الحبال و قفزت من نافذة الشقة. هذا الحادث أسفر عن إصابة أحد الجالسين في المقهى في الكتف، نقل على إثره إلى مستشفى محمد الخامس، بينما دخل «عثمان» وأصدقاؤه في نوبة ضحك، فيما لم تكن تلك السيدة تعلم بفرار الأكباش إلا بعد أن أخبرت بذلك من قبل نادل المقهى، الذي صعد بسرعة لإخبار المرأة بالكارثة التي حلت بها. وما هي إلا دقائق قليلة حتى خرجت مسرعة خارج العمارة تبحث عن أضحية العيد التي فقدتها. لكن تقصيرها في ربط الأكباش جعلها تخسرها. كبش يخترق باب «الفيلا» ويهرب إذا كان الحادث السابق وقع قبل أيام من يوم عيد الأضحى، فهذا الحادث وقع عندما كان المصلون عائدين إلى منازلهم بعد أن أدوا صلاة العيد. تحكي «سارة»، التي تعمل عونا في مجال الإشهار بإحدى المؤسسات الإعلامية بمدينة مراكش، في حديث مع «المساء» كيف أنها لم تكن تتوقع أن تشاهد هذا الموقف الطريف صبيحة يوم العيد. اقتربت «سارة»، التي كانت رفقة أختها من أحد المنازل بالمدينةالجديدةبآسفي، وإذا بكبش ضخم يخترق باب أحد الفيلات، ويفر في اتجاه الشارع الرئيسي للمدينة. أصيبت «سارة» بخوف شديد جراء مرور الكبش من أمامها مسرعا، لكن سرعان ما سيتحول الخوف الذي انتابها إلى نوبة من الضحك بعد أن علمت أن الأضحية ضاعت على صاحب هذه الفيلا. مطاردة الكبش بالسيارة لكن بعد لحظات قليلة من فرار الكبش خرج صاحب الفيلا مذعورا نتيجة ما أصابه. علامات الصدمة والاندهاش مما وقع كانت بادية على وجهه. توجه صاحب الفيلا مسرعا إلى سيارته المركونة في الرصيف، ليمتطيها ويتوجه على وجه السرعة يبحث عن الكبش الفار، لكن عاد إلى فيلاه بعد أن غمره اليأس بخفي حنين. شراء كبش ب 1600 درهم كان حادث السرقة التي تعرض لها «المحجوب» كافيا ليطلق عليه شباب الحي لقب «الكانبو»، نظرا لغبائه وسذاجته، مما جعله يتعرض للسرقة بطريقة يصعب على المرء تقبلها. ففي عيد الأضحى لسنة 2006، لم يكن هذا العيد مفعما بالفرح والسرور بالنسبة لأسرة «المحجوب»، المكونة من خمسة أفراد، بل مر حزينا، بعد سرقة الكبش الذي اشتراه «المحجوب» بسوق «الاثنين» بمدينة السردين. يحكي أحد أقارب «المحجوب»، الذي يعمل بحارا، أن الأخير توجه رفقة ابنه الصغير «رضا» صوب سوق «الاثنين» من أجل شراء أضحية العيد، وبعد جولة خفيفة في السوق استقرت عيناه على خروف مناسب. بعد مناقشة بينه وبين بائع الأضاحي حول مصدر الكبش وثمنه، وطبيعة أكله، استقر الثمن المتفق عليه عند 1600 درهم. اللص يسرق الكبش من يدي الطفل الصغير سلم «المحجوب» المال لصاحب الكبش، وتوجه صوب باب السوق، ليتذكر التبن والشعير الذي يجب أن يجلبه ل«الحولي». طلب من ابنه الصغير «رضا»، البالغ من العمر حينها 10 سنوات، الانتظار جنب الكبش إلى حين إحضاره التبن. لكن الصدمة ستكون قوية على قلب الوالد «المحجوب»، إذ لما حضر إلى المكان الذي ترك فيه ولده رفقة الكبش لم يجد إلا ولده الصغير يبكي بعد أن اختطف أحد اللصوص الكبش من يدي الفتى الصغير، ليدرك حينها «المحجوب» أنه تعرض لسرقة، وعاد إلى منزله خائبا والحسرة والغبن يملآن قلبه.