سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسلسل الاحتقان متواصل داخل مليلية المحتلة وتنديد بالتعتيم الإعلامي الإسباني شباب هتفوا باسم الملك محمد السادس وطالبوا باستبدال «المخزن الإسباني» بالأمن المغربي
يتواصل الاحتقان داخل مدينة مليلية المحتلة في أوساط شباب الضواحي، الذي يعاني الفقر والبطالة والتهميش والتمييز العنصري، وبسببها اندلعت أحداث عنف الأسبوع الماضي، وقد أمهل سكان الأحياء الهامشية، خاصة حي «لاكانادا»، الحكومة المحلية مدة أسبوعين من أجل حل مشاكلهم المتعددة، وعلى رأسها حقهم في الشغل، وإلا سيصعدون احتجاجاتهم بشكل أعنف، كما صرحوا ل«المساء». وأكد عدد من الشباب تجرعهم آلام الحيف والظلم واستثناءهم من برنامج التشغيل المحلي، الذي يخصص فقط نسبة 5 في المائة للسكان الأصليين لمدينة مليلية المحتلة, والتي تستفيد منها النساء فقط دون الرجال. كما استنكر هؤلاء الشباب التدخل الأمني الإسباني، وهو ما أدى إلى إصابات في صفوفهم، ومنها إصابة الشاب سفيان أعمار (تلميذ) في صدره بعدما وجهت إليه رصاصة مطاطية مكث على إثرها بالمستشفى لمدة يومين.وقال أعمار، وهو يبدي جرحه «لم تكن لدي أي صلة بالأحداث لا من قريب ولا من بعيد». وهتف بعض الشباب، عند الحديث إليهم، باسم الملك محمد السادس، معبرين عن رغبتهم في التخلص من «المخزن الإسباني» واستبداله برجال الأمن المغاربة. ولجأ بعضهم إلى الكتابة كوسيلة للتعبير عما بداخله، فمنهم من اختار أن يكتب بالقرب من علم فلسطيني مرسوم على الجدران «نحن محتلون مثل فلسطين»، في حين اختار البعض الآخر كتابة «الشغل أو الحرب». وندد عدد من السكان بتعتيم الصحافة الإسبانية على ما حدث من انتفاضة من أجل التشغيل، إذ إن كل ما حدث بقي حبيس أسوار ميليلة. وفي هذا الصدد أكدت فتيحة محند، مواطنة من ميليلة، أنها تعرضت بدورها للاعتقال والاضطهاد على يد سلطات الاحتلال، وأنها بقيت رهن الاعتقال لمدة أربعة أيام دون تحقيق، ولم يسمح لوالدتها بزيارتها. وأكدت تعرضها للميز العنصري في وقت يتم تشغيل إسبان قادمين من خارج مليلية وترك السكان الأصليين يتخبطون في الفقر والجهل والتهميش. وأضافت بغضب: «عمري 37 سنة ولم أعمل سوى ستة أشهر في حياتي». وبدوره ركز محمد الشعبي (66 سنة) في حديثه على التمييز العنصري، الذي طاله بمليلية المحتلة بعدما حاولت القوات الإسبانية تجنيده للعمل ضمن صفوفها كمخبر ضد مسلمي مليلية منذ سنوات، وبعد رفضه حرم من حقوقه الاجتماعية، ومورست عليه كل أشكال الضغط ولم يحصل على الجنسية الإسبانية إلا بعدما بلغ سن الستين. وقال الشعبي: «نحن هم السكان الأصليون وأصبحنا نعامل داخل بلدنا كمواطنين من الدرجة الثانية. لقد حطموا حياتي كلها». هذه الأحداث دفعت مندوب الحكومة المركزية بمدينة مليلية المحتلة غريغوريو إيسكوبار إلى عقد لقاء أول مع عبد الكريم محند، رئيس جمعية أصدقاء حي «لا كانادا» لم تفض إلى نتيجة. وأكد محند، في تصريح ل«المساء»، أن مندوب الحكومة المركزية وعد بدعم ميزانية الحكومة المحلية بمبلغ 15 مليون أورو بهدف حل هذه المشاكل ابتداء من فاتح يناير من سنة 2011، وهو ما اعتبره ممثل سكان «لاكانادا» غير كاف، ولكن قد يكون جزءا من الحل. وقال محند: «لقد قال مندوب الحكومة المركزية إنه لا يمكن أن تحل مشاكل عمرها خمسون سنة في فترة وجيزة». ما دار بين ممثل السكان ومندوب الحكومة المركزية، اعتبره بعض الشباب لا يعنيهم في شيء لأنهم سئموا الانتظار والبطالة. وشهدت مدينة مليلية المحتلة أحداثا غير مسبوقة بعدما وقعت مواجهات بين قوات الأمن الإسبانية وعشرات الشباب، الذين تظاهروا وقاموا بحرق عجلات وسيارة وحاويات أزبال، احتجاجا على إقصائهم من لائحة تشغيل حوالي 1500 شخص ابتداء من شهر دجنبر المقبل. يذكر أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية نظمت أول أمس زيارة إلى مدينة مليلة المحتلة، ضمت مجموعة من الصحافيين ومراسلي الصحف الوطنية. هذه الزيارة ترمي إلى متابعة وسائل الإعلام الوطنية لما يحدث داخل ميليلة وتوضيح مدى اهتمام الصحافة المغربية بواقع التهميش والبطالة الذي يعيشه سكان الثغر المحتل، كما أكد يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية.