تعيش القنيطرة هذه الأيام على وقع شائعات انتشرت كالنار في الهشيم بين المواطنين بعدما تم تداول خبر وجود سفاح يسفك الدماء ويخطف الأطفال ويغتصب الفتيات على نطاق واسع. ويسود رعب شديد أوساط الساكنة، التي لا حديث لها إلا عن رجل يتخفى في ملابس النساء، ويرتدي النقاب لتغطية ملامح وجهه وتمويه ضحيته للانقضاض عليها دون أدنى مقاومة، في حين ذهبت روايات عديدة إلى أن السفاح الشبح مختص في سرقة الأطفال واغتصابهم بغابة المعمورة. وفسح عدم إصدار ولاية أمن القنيطرة أي بلاغ من شأنه أن يُهدئ من روع المواطنين الباب على مصراعيه لاعتقاد جزء من الرأي العام المحلي للكثير مما تلوكه الألسن حول غزوات الرجل المتخفي. وبدت الفتيات والنساء جد متأثرات بهذه الشائعة، حيث لم تخف كثيرات تخوفهن من إمكانية وقوعهن فريسة للرجل المنقب، خاصة أنهن يدعين بأنهن تلقين تأكيدات من صديقات لهن تفيد بوقوع سلسلة من جرائم القتل والاختطاف، وأخبار أخرى تتحدث عن تمكن العديد من المواطنين من الإفلات من قبضة الرجل السفاح، حيث روت فتاة لزميلاتها بصالة للإنترنيت أنها رأت بالفعل رجلا يرتدي الخمار بمنطقة الخبازات، التي تعد أهم موقع اقتصادي بالمدينة، وحينما اقتربت منه للتأكد أكثر انسل من بين الحشود البشرية التي كانت تتبضع في عين المكان ليتوارى بعد ذلك عن الأنظار. وبالقرب من المؤسسات التعليمية، سيما الابتدائي منها، تناسلت بشكل كبير حلقات النقاش حول الموضوع نفسه بين أمهات وآباء التلاميذ والتلميذات، الذين أضحوا جد حريصين أكثر من أي وقت مضى على عدم مفارقة أبنائهم حتى يلجوا الحجرة الدراسية مخافة تعرضهم لمكروه محتمل. بالمقابل، نفى مسؤول أمني بارز بولاية أمن القنيطرة وجود سفاح بالمدينة، وكشف أن مصالح الأمن لم يسبق لها أن تلقت شكاية في هذا الشأن، وقال إن الجرائم التي تتداولها ألسن المواطنين لا أساس لها من الصحة، ولا وجود لها على أرض الواقع.