عندما اندلعت أزمة موقع الإسلام على الأنترنت «إسلام أونلاين»، في شهر مارس من العام الماضي بإقالة الدكتور يوسف القرضاوي من رئاسة مجلس إدارة جمعية «البلاغ» الثقافية في قطر والمسؤولة عن الموقع الشهير الذي أنشأه القرضاوي في عام 1999 كموقع دعوي شامل، كان موقع «الإسلاميون.نت»، الذي أنشىء كأول بوابة على الشبكة تعالج قضايا الإسلاميين والحركات الإسلامية في العالم، من بين المتضررين من تلك الأزمة التي نشبت بسبب المواقف المتوالية للقرضاوي، والتي كانت تزعج أكثر من جهة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، باعتبار موقع إسلام أونلاين من أكثر المواقع الدينية الإسلامية ولوجا بالنسبة للراغبين في التعرف على أحوال الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم. وفي الوقت الذي ذهبت فيه بعض التقارير إلى أن السبب في تلك الأزمة هو ما كان يكتبه الموقع الرئيسي، ذهب الكثيرون إلى أن التقارير والمواد التي كان ينشرها موقع “الإسلاميون» هي التي كانت مثار انزعاج أكبر، إذ اعتبر هؤلاء أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر هي التي كانت وراء تلك الزوبعة بسبب التغطيات التي كان الموقع ينشرها عن الأحوال الداخلية فيها. ويبدو أن الموقع قد أزعج أكثر من جهة في مصر وخارجها، إذ نجح في ظرف وجيز في استقطاب العديد من المتصفحين الذين باتوا يتابعون تطورات تنظيمات الإسلام السياسي في العالم العربي وخارجه باعتباره تجربة متفردة في العالم العربي، بحيث أصبح الموقع نافذة مهمة على البيت الداخلي لتلك التنظيمات، من خلال التقارير والتغطيات والتحاليل الإخبارية والسياسية التي كان ينشرها باستمرار. وكان الموقع قد انطلق في بداية عام 2009 ضمن شبكة إسلام أونلاين، بمبادرة من الباحث المصري حسام تمام الذي كان قد أطلق من قبل «مرصد دراسات الظاهرة الإسلامية» في دجنبر عام 2005. وسعى الموقع الجديد إلى أن يكون تجربة نوعية في الانفتاح على الظاهرة الإسلامية والدينية بشكل عام عبر استقطاب عدد من الباحثين والخبراء والمراسلين المختصين في الظاهرة الإسلامية. وقال حسام تمام في تصريحات ل«المساء» إن الموقع أصبح في وقت قصير يمثل نسبة 17 في المائة من زوار موقع إسلام أونلاين، كما دفع الموقع إلى ظهور اهتمام إعلامي وبحثي عربي وغربي بما ينتجه، ونجح الموقع في إصدار ستة كتب من بينها«سيد قطب والتكفير» و«مأزق الدولة الدينية بين الإسلاميين والليبراليين» و«المدارس الدينية في باكستان» و«مراجعات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» و«مراجعات الحركة الإسلامية السودانية بعد عشرين عاما من الحكم»، وصار الموقع يعقد الندوات والمؤتمرات في مجال ظاهرة الحركة الإسلامية إلى أن اندلعت أزمة الموقع بإقالة القرضاوي. ويرى حسام تمام أن الموقع كان يلقى تحفظات من لدن عدد من الإسلاميين في العالم العربي ومنه المغرب، لأنه فتح ملفات يرى هؤلاء أنه لا داعي لها، مثل أزمة الاخوان التي وصلت إلى استقالة المرشد العام وقضية خلافة عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان وموقف سيد قطب من قضية التكفير، مضيفا بأن الموقع كان «قميص عثمان في الأزمة التي انتهت بنقل موقع إسلام أون لاين لقطر وأول ما فعلته الإدارة الجديدة هو تجميد موقع الإسلاميون». وبعد أشهر من التوقف أعاد حسام تمام إطلاق الموقع مجددا في الأسبوع الماضي، لكن هذه المرة كموقع مستقل، ويقول تمام متحدثا عن الانطلاقة الجديدة للموقع «جمعت من تبقى من الزملاء واتفقنا على أهمية الحفاظ على المشروع والفكرة خصوصا مع ما جاءنا من إشادة ومناشدة بإعادة إطلاقه وبإمكاناتنا الذاتية أعدنا بناء الموقع وأطلقناه تجريبيا لفترة قمنا فيها ببناء الأرشيف وتنقيحه ثم أطلقناه هذا الأسبوع رسميا، ونحن بصدد استعادة شبكة مراسلينا وكتابنا ومستشارينا في كل أنحاء العالم».