أفادت مصادر مطلعة بأن أربعة تقنيين، موفدين من طرف قسم التعمير بعمالة إقليم النواصر إلى بلدية دار بوعزة، رفضوا التوقيع على محاضر تهمّ خروقات في التعمير في دواوير الرحمة والعراقي وأولاد أحمد وعين الكديد، إضافة إلى دواوير أخرى في هذه المنطقة التي تحولت إلى قلعة للبناء العشوائي أمام صمت الجهات الوصية. ورفض التقنيون الأربعة، نهاية الأسبوع المنصرم، التوقيع على هذه المحاضر بعد أن تعرضوا إلى عملية تضليل وتمويه من طرف تقني من بلدية دار بوعزة يسمى (ع.ع)، انتدبه رئيس البلدية نفسها مع قائد ملحقة الرحمة إضافة إلى تقني آخر من عمالة إقليم النواصر، لمرافقة تقنيي العمالة. وتمثلت عملية التضليل، حسب مصدر مطلع، في كون تقني البلدية ومن معه عملوا على مرافقة تقنيي العمالة إلى منازل عشوائية أخرى غير تلك المدونة في سجلاتهم، فيما تُوجه أصابع الاتهام حول تكاثر البناء العشوائي بهذه المنطقة إلى رئيس البلدية نفسه عبد الكريم شكري (عون سلطة سابق) وبعض المسؤولين الجماعيين المحسوبين عليه، بدعم من جريدة يومية يعيب عليها أبناء المنطقة أنها لم تكتب يوما ما حرفا واحدا تنتقد فيه خروقات التعمير والثراء غير المشروع في منطقة تحظى بعناية ملكية خاصة. وحل تقنيو عمالة النواصر بهذه الدواوير في سياق تأكيد أكثر من 80 مخالفة في التعمير سبق أن سجلها تقنيان آخران، من درجة خليفة قائد، بداية الأسبوع الماضي. وتأتي هذه التحركات ضد البناء العشوائي بعد أن أحدثت وزارة الداخلية، قبل أسبوعين بولاية الدارالبيضاء، فرقة خاصة أوكلت إلى عناصرها صفة ضبطية لمراقبة البناء وتحرير المحاضر ضد المخالفات داخل المدينة وفي ضواحيها في إطار قانون التعمير. وحددت الجهات الوصية، للقيام بهذه المهمة، عشرة تقنيين من درجة خليفة قائد. وكشف مصدرنا كيف أن أجواء الرعب دبت وسط أعوان السلطة والقياد وبعض المسؤولين الجماعيين في مقاطعات الدارالبيضاء والجماعات المحيطة بها كدار بوعزة وبوسكورة وأولاد عزوز والنواصر وأولاد صالح وغيرها. وذكر مصدرنا أن تقنيي العمالة تعرضوا إلى مضايقات من طرف تقني البلدية ومن معه بعد أن رفضوا التوقيع على محاضر وهمية، ووصلت هذه المضايقات إلى حد توجيه كلمات غير لائقة إلى التقنيين الأربعة، فيما ذكر مصدر آخر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها تقنيون أوفدتهم الجهات الوصية إلى دار بوعزة إلى مضايقات. وأشار مصدرنا، في هذا السياق، إلى حادث مماثل عندما مُنع تقني من الوكالة الحضرية بالدارالبيضاء من إنجاز مهامه في رصد خروقات التعمير في منطقة دار بوعزة، إذ تم تهديده من طرف جهات نافذة في هذه المنطقة التي تحولت دواويرها العشوائية إلى احتياطي انتخابي وجسر آمن يقود مباشرة إلى المقاعد الوثيرة في المؤسسات المنتخبة.