تحول رشيد عكري، الذي كان نزيلا بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالبيضاء، إلى إنسان معاق يقبع في منزله بمدينة خريبكة ولا يجرؤ على الحركة وممارسة أنشطته وضروريات الحياة بشكل طبيعي مثلما كان عليه الأمر قبل إجرائه عملية جراحية لإزالة غدة من المعي الغليظ. بعد شعوره بألم لازمه لمدة طويلة قرر رشيد عكري، من مواليد 1978 بخريبكة، التوجه إلى المستشفى لمعرفة طبيعة مرضه. كان يظن أن الأوجاع التي يشعر بها لن تكون ناتجة عن شيء خطير، فاكتفى في البداية بأخذ عقاقير وغيرها، غير أن إصرار المرض كان يوحي بمرض باطني صعب الشفاء، وهو ما تأكد له في ما بعد عندما طلب منه طبيبه المعالج الانتقال إلى الدارالبيضاء بالمركز الاستشفائي ابن رشد للتأكد من طبيعة المرض، وهو ما استجاب له في حينه، حيث تأكد له بعد الاستشارة الطبية والفحوصات بابن رشد أنه بحاجة إلى عملية جراحية لإزالة غدة(cuching) تستقر بمعيه الغليظ، فوجه إلى الجناح 6 تحت عدد 2162/2003 حيث أجريت له عملية جراحية أولى تحت عدد 1400/2003 ثم عملية ثانية تحت رقم 665/2003 ثم ثالثة.. وكانت كلها دون أي فائدة، حسب تصريح المريض نفسه. بعد ذلك تمت إحالة المريض على الجناح رقم 5، المتعلق بالمسالك البولية حيث أجريت له عملية جراحية لبتر الغدة اليسرى بالمنظار في أبريل 2007، وهي العملية التي تخللها في ما بعد، يقول المريض، خطأ طبي تمثل في «إحداث ثقب» في المعي وخروج البراز منه عوض إزالة الغدة. هذا الوضع دعا إلى عملية جراحية أخرى لتدارك الخطأ الطبي، لكنها لم تكلل بالنجاح. و نتيجة هذا الوضع ظل المريض يعيش ما بين الحياة والموت، إلى أن تم إجراء عملية جراحية أخرى في انتظار إصلاح الخطأ الطبي، حيث فوجئ المريض بعد أن استعاد وعيه بوجود فتحة كبيرة تتوسط بطنه، لم يعرف سببها، خاصة أنها بعيدة تماما عن موضع المرض وكذا موضع الخطأ الطبي، وهو ما جعله يتيقن أن الهدف من هذه العمليات لم يكن من أجل إنقاذ حياته أو استدراك الخطأ الطبي، ولكن الهدف كان فقط، حسب تصريح المريض، طمس الخطأ، وهو ما دعاه إلى رفع شكاية إلى إدارة لمركز، لكنه لم يتلق منها أي جواب أو تبرير عن هذا الخطأ. كما لم تفتح تحقيق في كل ذلك. يعيش رشيد عكري اليوم بين الحياة والموت عاجزا عن العيش بشكل عادي، حيث أصبح يضطر إلى استعمال الحفاظات لقضاء حاجته الطبيعية. كما أنه أصبح طريح الفراش وغير قادر على الحركة أو السير بمفرده دون مساعدة من أحد... كل هذا وقع له بعد أن أنفق كل ما كان بحوزته لتغطية مصاريف العلاج، حتى أنه باع قطعته الأرضية. وقضت المحكمة الإدارية بالدارالبيضاء في ملف رشيد عكري عدد 204 /13/2008 بتاريخ 20 ماي الماضي بأداء المركز الاستشفائي ابن رشد لفائدة الضحية 120 مليون سنتيم وتحميل الطرف المدعى عليه الصائر، وهو الحكم الذي اعتبره الضحية «غير منصف»، معبرا أن هدفه من الدعوى ليس هو تقديم مقابل مادي، بل البحث عن إمكانية إصلاح الخطأ الطبي لأن المبلغ المالي الذي حددته المحكمة الإدارية في 120مليون سنتيم لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يعيد له عافيته ويجعله قادرا على العيش بشكل طبيعي دون الحاجة إلى الاتكال على أي شخص آخر.