يبدو اسم «السعال الديكي» وصفا معتدلا لهذا المرض الذي يمكن أن يقتل طفلا قبل تشخيصه حتى، فمنذ بداية العام، توفي 10 أطفال في ولاية كالفورنيا الأمريكية بسبب تفشي المرض. ويعتقد كثيرون أن المرض المعروف، طبيا، باسم «بيرتوسيس،» أصبح واحدا من أمراض الماضي، لكن وجود نحو ستة آلاف حالة في كاليفورنيا وحدها ليس إلا دليلا على أن المرض لم تطوه صفحات التاريخ. ورغم أن كاليفورنيا شهدت أكبر عدد من حالات السعال الديكي هذا العام، فإن ولايات أمريكية أخرى تشهد زيادات طفيفة أيضا، إذ لوحظ في ميتشيغان ارتفاع مضطرد، حيث بلغ عدد الحالات في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 610، مقارنة مع 902 في عام 2009 و315 في 2008. ويقول مختصون إن ذروة تفشي المرض السابقة وقعت في كاليفورنيا، عام 2005، بأكثر من 3182 حالة ألزمت ما يزيد على 574 ملازمة أسرّة المستشفيات، وأدت إلى سبع وفيات. والسعال الديكي هو الأكثر شيوعا بين الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتلقيح، ورغم تلقي الأطفال خمسَ جرعات من لقاح (DTAP) للحماية من المرض، فإنها لا توفر حصانة مدى الحياة. فبالإضافة إلى الجرعات الخمس التي يتلقاها الأطفال قبيل الالتحاق برياض الأطفال، يوصى الأطباء بجرعات منشطة للفترة ما بين 11 عاماً و18 عاماً وللأشخاص الذين هم على اتصال وثيق مع الأطفال. والسعال الديكي مرض جرثومي إنتاني ينجم عن الإصابة بجرثومة السعال الديكي وتسمى «الوتديات الخناقية» (bordetella Pertussis) ومن أعراضه سيلان الأنف والسعال السريع. وقد عزا بعض الأطباء الزيادة الأخيرة في عدد حالات المرض إلى الآباء والأمهات الذين نأوا بأنفسهم عن تلقيح أطفالهم، بسبب مخاوف لا أساس لها من الصحة تربط بين اللقاح ضد السعال الديكي ومرض التوحد. ووجدت دراسة في طب الأطفال عام 2009 أن رفض الوالدين التلقيح ضد السعال الديكي كان مرتبطا بمخاطر إصابة الأطفال بالسعال الديكي. وكانت دراسات سابقة أظهرت زيادة مطردة من الآباء الذين رفضوا التلقيح في العقد الماضي.