يواصل الفنان الكوميدي محمد عاطر تنقُّلَه بين بوادي و«دواوير» المغرب العميق، ليستكشف عبر برنامجه الإذاعي الأسبوعي «رِيحتْ الدُّوارْ»، الذي يذاع على محطة «كازا إف إم»، صباح كل سبت، من الحادية عشرة إلى حدود منتصف النهار تقالد وعادات المغرب العميق. وقد انتقل عاطر، خلال الحلقة ما قبل الأخيرة من البرنامج، إلى منطقة «لْكفاف» نواحي مدينة بني ملال، حيث ساءل ذاكرة مجموعته من أهالي المنطقة حول مجموعة من الأمور المتعلقة بمعيش سكان هذه المنطقة وانشغالاتهم اليومية وانطباعاتهم عن أسباب التسمية... وقد أرجح معظم من أعطاهم عاطر الكلمة تسمية منطقتهم «لكفاف» إلى كون أسلافهم كانوا يسافرون، عبر الحافلات التي كانت تجوب المنطقة، وكانوا يصرون على حمل قُفَفهم، ومن ذلك المنطلق، جاءت التسمية، بعد تحوير كلمة «قُفَف» لتصير «لْكفافْ»... إلا أن آخرين أرجعوا التسميةَ إلى كون أجدادهم كانوا معروفين ب«الكفاف والعفاف»، ليتم تحوير كلمة كفاف لتصير بمرور الوقف «لْكفاف»... وإذا كان هناك اختلاف بين من استمع إليهم البرنامج حول سر تسمية منطقتهم، فإنهم أجمعوا على أن المنطقة اشتهرت بتاريخها العريق، كما شهدت ظهورَ أقدم محطة قطار إبان الحماية الفرنسية (حوالي 1926) وهي المحطة التي حملت اسم «الحمص»، نسبة إلى شخص قام بإهداء قطعة الأرض التي شُيِّدت عليها المحطة، التي ما زالت تحمل اسمه إلى اليوم... وفي دردشة أجرتها معه «المساء»، صرح محمد عاطر بأن فلسفة البرنامج تقوم على إعطاء الكلمة في المنطقة التي يقع عليها الاختيار لفئات مختلفة الأعمار من قاطنيها، الذين يحرص منشط البرنامج على محاورتهم بلهجتهم المحلية، رغبة في إعادة الاعتبار للهجة المحلية وللذاكرة الشعبية، عبر استحضار الموروث الشعبي وعادات المنطقة وتقاليدها المتوارثة.