كشف كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، أنيس بيرو، مساء الخميس الماضي، عن وجود تنسيق بينه وبين وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، لإحداث بورصة للصوف في المغرب، يكون الغرض منها توفير نوعية جيدة من المادة الأساسية التي تُصنَع بها الزرابي التقليدية، موضحا أن الظروف الحالية لتربية الماشية في المغرب لا تتيح إمكانية إنتاج أنواع جيدة من الصوف، وأضاف أنه تم تخصيص مبلغ يقارب 10 ملايين درهم لإقامة مشاريع نموذجية لإنتاج الصوف الجيد في منطقة فكيك، المعروفة بمساحاتها الرعوية الشاسعة. وقال بيرو إن استعادة الزربية المغربية التقليدية مكانتَها في الأسواق العالمية، بعد التقهقر الشديد الذي عرفته منذ 1989، مرتبط بتقوية تنافسية هذه الزربية، عبر الجودة في الإنتاج والتسويق في الأسواق الخارجية. ومن أبرز تجليات التراجع الكبير لصادرات الزربية المغربية تقلص حصتها في السوق الألمانية، مثلا، فبعد أن كان يصدر المغرب إليها 70 في المائة من إنتاجه من الزربية التقليدية، صارت النسبة الآن لا تتجاوز 28 %، كما أن قيمة صادرات هذه الزربية ذات الحمولة الثقافية انخفض من 600 مليون درهم، سنة 1989، إلى 59 مليون درهم في سنة 2009. وحذر المسؤول الحكومي، خلال ندوة صحافية لتقديم تفاصيل أول معرض وطني للزربية التقليدية يقام حاليا في الرباط إلى غاية 24 أكتوبر الجاري، من أن عدم تحرك جميع الأطراف المعنية لإنقاذ الزربية التقليدية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل هذا المنتوج المرتبط بتاريخ وحضارة المغرب، لاسيما أن هذا القطاع الذي يحقق رقم معاملات إجماليا في حدود 700 مليون درهم سنويا يشغل ما يفوق 53 ألف مغربي ومغربية، 70 في المائة منهم في الوسط القروي. وللحفاظ على أصالة إنتاج الزربية التقليدية، تم إحياء العمل بتقنيات الصباغة النباتية الخاصة بالزربية القروية في مناطق الحوز والشياظمة وأبي الجعد وبن بورياحي وفي مناطق الأطلس الكبير، بعد ما انتشر لدى المنتجين استعمال الصباغة الكيمائية. كما تم إدخال تقنيات لتثمين الزربية التقليدية لم تكن معروفة لدى المنتجين المغاربة، من بينها كيفية تعبئة المنتوج. واستطاعت الوزارة إحياء بعض أنواع الزرابي المهدَّدة بالانقراض في منطقة بن بورياحي في الجهة الشرقية، وأبي الجعد في جهة الشاوية ورديغة. وأضاف أنيس بيرو أن أكبر منافس للزربية التقليدية في السوق المغربية هو الزربية الميكانيكية، التي يتعمد البعض إبقاء الخلط بينها وبين نظيرتها التقليدية، مضيفا أنه سيتم فرض التمييز بينهما عند البيع، فضلا عن وضع مرجعية من المواصفات المغربية الخاصة بالزربية التقليدية، تتمثل في 37 مواصفة تهم مميزات الجودة وطرق التجارب والمصطلحات المعتمَدة في هذا المجال.