سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المخابرات الجزائرية تختطف موفد جمعية صحراوية للقاء أحزاب ومنظمات حقوقية جزائرية خضع للاستنطاق والتعذيب بالكي من قبل محققين جزائريين وصحراويين والسفارة المغربية خارج التغطية
تعرض بدر الدين محمد البشير، عضو الجمعية المغربية من أجل الوحدة الترابية في طانطان، لعملية اختطاف وتعذيب من قِبَل المخابرات الجزائرية، خلال تواجده في الجزائر العاصمة، في الأسبوع الماضي، لعقد لقاءات مع قادة أحزاب ومنظمات حقوقية جزائرية بشأن اختطاف المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من قبل جبهة البوليساريو. وكشف البشير، في إفادته ل«المساء»، مباشرة بعد عودته من الجزائر، أول أمس الاثنين، أنه تعرض يوم السبت الماضي لعملية اختطاف من قبل أربعة أشخاص كانوا يمتطون سيارة كبيرة من نوع «فاركونيط»، حينما كان يتواجد في شارع عبان رمضان في الجزائر، حيث فوجئ بالمختطفين يحاصرونه ويضعون منديلا يحتوي على مادة مخدرة على أنفه وكيسا من الخيش على رأسه، قبل أن يلقوا به في السيارة وينقلوه إلى وجهة مجهولة. وأفاد البشير أنه، بعد أن استفاق واسترد وعيه، وجد نفسه في غرفة محاطا بمجموعة من المحققين، لم يتمكن من التعرف على هويتهم، بسبب وضعهم عصابة على عينيه، حيث أخضعوه لجلسات من الاستنطاق والتعذيب، لمعرفة سبب تواجده بالجزائر وفحوى اتصالاته ولقاءاته بالأحزاب الجزائرية. وقال البشير ل«المساء» إنه ظل، خلال عملية الاستنطاق والتحقيق معه، مكبل اليدين، كما قام مستنطقوه بلف حبل حول عنقه وتعريضه للكي بأعقاب السجائر، مما ترك آثارا على جسده، فضلا على ممارستهم تعذيبا نفسيا قاسيا عليه، مشيرا إلى أن أسئلة المحققين الجزائريين، الذين ميز بينهم محققين يتحدثون بلكنة صحراوية، انصبت حول سبب تواجده بالجزائر، وحول الجهة التي تدعم الجمعية المغربية من أجل الوحدة الترابية، وهل هي تابعة للمخابرات أم للجيش المغربي. وكشف المصدر ذاته أن المحققين الجزائريين هددوه بإخضاعه لأفظع وسائل التعذيب، في حال تكرار زيارته للجزائر، مشيرا إلى أنه، بعد جلسة الاستنطاق والتعذيب التي خضع لها، أغمي عليه، ليجد نفسه بعد أن استفاق في الغرفة التي ينزل فيها في فندق «نزل القصر» في الجزائر العاصمة. وكان البشير قد حل صباح يوم الأربعاء المنصرم، بالجزائر العاصمة، على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، قادمة من مطار محمد الخامس الدولي في الدارالبيضاء، في زيارة للجارة الشرقية تروم التباحث مع قادة أحزاب سياسية جزائرية حول قضية المعتقل الصحراوي مصطفى سلمى ولد مولود. وقد التقى البشير، خلال الزيارة التي استغرقت أربعة أيام، أمينة حزب العمال، لويزة حنون، والأمين العام لحزب القوى الاشتراكية، الحسين آيت أحمد، والأمين العام لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد السعدي، ورئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان. وتكفل البشير خلال لقاءاته بإيصال رسائل موجهة من طرف الجمعية إلى الأحزاب الثلاثة والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، من أجل التدخل الفوري والعاجل لدى السلطات الجزائرية لإطلاق سراح ولد سيدي مولود، فيما لم يتلق أي رد عن طلب لقاء مماثل قدمه لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني. إلى ذلك، أبدت مصادر من الجمعية الصحراوية استغرابها التزام سفارة المغرب في الجزائر الصمت وعدم قيامها بأي تحركات من أجل الإفراج عن البشير أو معرفة مصيره، على الأقل، بالرغم من الاتصالات المتكررة التي أجراها ممثلو الجمعية مع السفارة، مشيرة إلى أنه، بالمقابل، أثمرت المساعي التي بذلتها قيادة الأحزاب الجزائرية التي التقاها البشير عن إطلاق سراحه.