كانت الأمطار التي تهاطلت على مدينة الخميسات، ليلة الأحد وصبيحة يوم الاثنين، كافية لتعري واقع البنية التحتية للمدينة وتضع المسؤولين المحليين والإقليمين أمام مسؤولياتهم أمام المواطنين الذين استنكروا ما وقع في شارع المنى من أضرار مادية ومعنوية، بعد أن غمرت المياه العديد من الدور السكنية والمرافق التجارية والأزقة عن آخرها، كما انهارت الطرق وتحولت إلى أخاديد عميقة تجري فيها السيول الجارفة، مما أدى إلى إغراق الشاحنات والسيارات والمقاهي المجاورة لها. وقد تحولت مجموعة من المقاهي والشوارع إلى ما يشبه «مسابح» تجري فيها السيول الجارفة والأوحال والأتربة والأزبال والسلع التجارية والكراسي والطاولات... أمام أنظار المسؤولين الذين هرعوا إلى عين المكان للوقوف على «كارثة» تأتي مع هطول القطرات الأولى في موسم الشتاء، الذي ينتظره، بفارغ الصبر، فلاحو المنطقة، والتي أصبحت كابوسا لدى المواطنين الذين عبَّروا في تصريحاتهم عن خيبة أملهم من الجهات المسؤولة في الخميسات، وخاصة الشركة المسؤولة عن شبكة الصرف الصحي، التي مرت على الأشغال فيها العديد من السنوات من الترميم والإصلاح في أهم شوارع المدينة. وقد أوضح المواطنون أن شبكة الصرف الصحي والتطهير السائل، الذي خصصت له ملايين الدراهم التي يتم اقتطاعها من جيوبهم أثناء توصلهم بفواتير الأداء التي يؤدونها على مضض وبدون توضيحات من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لم تتمكن -لضعفها- من تحمُّل ارتفاع منسوب المياه والأوحال، ناهيك عن أن القنوات الضيقة التي تم استعمالها غير كافية لاستقبال مياه الأمطار والمياه العادمة، زيادة على أن بعضها مهشم ولم يتم التفكير في إصلاحه أو صيانته، مما أدى إلى تكدس السيول واقتحامها للدور السكنية، فكانت الفيضانات. كما أكد المواطنون أنهم سيلجؤون إلى القضاء، للوقوف على حجم التلاعبات والغش الذي عرفه هذا المشروع المهم، الذي تطلب تكاليف مالية ضخمة، ولكي تتم محاسبة المسؤولين، كل حسب موقعه، كي يتوقف الاستهتار بأرواحهم. من جانب آخر، أوضح عبد السلام البويرماني، رئيس المجلس البلدي لمدينة الخميسات، في اتصال هاتفي أجرته معه «المساء»، أن المجلس البلدي لا علاقة له بالشركة المسؤولة عن تدبير قطاع التطهير السائل في المدينة، باعتبار أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب هو الذي تعاقد مع المقاولة التي أشرفت على الأشغال من أولها إلى آخرها. وأكد البويرماني أنه راسل الجهات المسؤولة، تحت إشراف باشا المدينة، مباشرة بعد وقوفه على الكارثة التي حلت بشارع المنى، والتي سببت حوادث لبعض الشاحنات والسيارات، بسبب انهيار قنوات تصريف المياه، على إثر الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة. مشيرا، في السياق ذاته، إلى أنه طالب باتخاذ جميع التدابير الوقائية الضرورية لتفادي وقوع مثل هذه الأحداث التي تهدد الجميع من مواطنين ودور سكنية وآليات، مع حث الشركة صاحبة المشروع على تحمل مسؤوليتها كاملة عن الأضرار التي لحقت بأرباب الشاحنات والمنازل التي طالها الضرر.