قضت غرفة الجنايات لدى استئنافية سطات بإدانة متهمين بخمس عشرة سنة سجنا نافذا من أجل السرقة الموصوفة والقتل العمد. و يتعلق الأمر ب (محمد.ز-22سنة) و (عز الدين.ت20- سنة)، وثلاث سنوات بالنسبة للمتهم الثالث (جمال.ع21- سنة) من أجل السرقة الموصوفة، وبراءة الثلاثة معا من تهمة تكوين عصابة إجرامية بعدما تم تمتيع الأظناء بظروف التخفيف نظرا لظروفهم الاجتماعية. و تعود أحداث هذه القضية إلى أكتوبر2008 حينما ضبطت عناصر الشرطة القضائية لأمن برشيد أربعة أشخاص قرب أحد المعاهد الإعلامية في إطار محاربة الجريمة. ويتعلق الأمر ب(عصام.ر) و(محمد.ز) و(جمال.ع) و(زكريا.ز)، فساقتهم جميعا إلى مخفر الشرطة، و بعد البحث معهم وتنقيطهم اكتشفت أن (عصام.ر) موضوع بحث من أجل السرقة الموصوفة، ونفس الشيء بالنسبة إلى (جمال.ع). وبإرشاد من(عصام.ر) تم إيقاف (عزالدين.ت). وقد أفاد(محمد.ز) بأنه التقى أصدقاءه (عز الدين.ت) و(حميد.ه) و(سفيان.ص) فتوجه الجميع إلى إحدى الساحات بالمدينة بعدما «شمّ» الجميع كمية من «الدوليو»، وحضر بعد لحظات (زكريا.ز) وأخبرهم أن سعيد المعروف باستهلاك المخدرات و شرب الخمر، يحمل معه مبلغا ماليا مهما وهاتفا محمولا وجهاز MP4، فالتحقوا به بناءً على اتفاق بينهم وشلوا حركته واستولوا على هاتفه النقال و جهازه MP4 وفروا، ولما حاول الضحية ملاحقتهم رموه بالحجارة، إلا أنه كان يتفاداها بالرجوع إلى الوراء إلى أن سقط في ممر الراجلين المنصب على سكة القطار فأصيب بجروح في رأسه. وقد قام الأظناء بعدة عمليات سرقة استهدفت لوحات فولاذية وأسلاكا نحاسية من تجزئة سكينة بمدينة برشيد في طريق أحد السوالم. كما تمكنوا من الاستيلاء على عدة آلات للخياطة و قطع القماش وجهاز راديو كاسيط من مقر النادي النسوي ابن رشد بالمدينة، وجهاز تلفزيون ومبلغ مالي قدره 1700درهم، وجهاز راديو كاسيط من أحد المنازل بتجزئة الهدى بعدما قاموا بتكسير بابه. كما استولوا على جهاز فيديو ومكبرين للصوت ولوحة حاسوب من إحدى المدارس بالمدينة (بدر). والسرقة التي أطاحت بالمجموعة هي التي استهدفت الضحية سعيد. وقد ثبت من خلال وقائع القضية ومحضر البحث التمهيدي وتصريحات الأطراف أن المتهمين أقدموا على تنفيذ السرقة بالعنف ضد الضحية سعيد، وعندما تعقبهم رموه بالحجارة إلى أن سقط وأصيب في رأسه، وهذا ما زكاه التشريح الطبي، الذي أجري على الضحية، الذي أكد على أن الوفاة كانت بسبب رضوض في الرأس مع نزيف صدري داخلي أيضا، وهذا ما يؤكد العلاقة السببية بين فعل المتهمين والنتيجة الإجرامية ويثبت جناية القتل العمد في حق المتهمين، حسب محضر البحث. وقد برأت المحكمة المتهمين الثلاثة من جناية تكوين عصابة إجرامية نظرا لخلو ملف القضية مما يفيد أن المتهمين كونوا عصابة أو أنجزوا اتفاقا الهدف منه القيام بإعداد أو ارتكاب جنايات ضد الأشخاص أو الأموال.