شهدت الغرفة الجنائية بمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة، مؤخرا، عرض قضية اغتصاب فتاة قاصر على أيدي رجل متزوج في الأربعينيات من عمره، ينحدر من دائرة خميس الزمامرة بإقليم سيدي بنور. وتعود تفاصيل الحادث إلى أن الفتاة، التي لم تكمل بعد ربيعها السادس عشر، وحيدة والديها، التي تنحدر من المنطقة نفسها، تركها والداها وحيدة في وقت انتقلا فيه إلى دوار مجاور لعيادة أحد أقاربهما، إثر وعكة صحية ألمت به، وكان الوالد قد كلف ابنته بعمل خارج البيت في الدوار نفسه، خلال فترة غيابه، وهي الفترة التي امتدت إلى ما بعد غروب الشمس. في طريق عودتها إلى منزلها، بعد إنهائها عملها قُبيْل مغيب الشمس، كان شخص يتربص بها، قبل أن يفاجئها ويختطفها، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، إلى مكان بعيد عن الدوار معزول ليخلو له جو ارتكاب فعلته الشنيعة، إنه أحد سكان الدوار الذي اعتادت الفتاة التبسم في وجه صغيريه. تحت شجرة، ، مارس «المجرم» شذوذه المجنون بشكل وحشي عليها بعد، أن جردها من ملابسها جميعها بما فيها الداخلية، شذوذ وحش آدمي لم تستطع دموع الفتاة ولا صرخاتها القوية المتوالية التخفيف من ضراوته. بلغت صرخات الفتاة مسمع جار كان مارا بمحاذاة الشجرة التي شهدت وقائع اغتصاب الفتاة، فهرع إلى المكان ليخلص الصغيرة من مخالب لا تعرف معنى الشفقة. عاد الوالدان إلى منزلهما ليعلما بالفاجعة، قبل أن ينقلا ابنتهما، التي لم تقو رجلاها على حمل جسدها المنهوش، إلى المستشفى، هناك سلمت لها شهادة طبية، حددت مدة عجزها في ثلاثين يوما، وهي الشهادة التي تفيد، حسب الخبرة الطبية، تعرض الفتاة القاصر للاغتصاب بشكل شاذ. قرر بعد ذلك الأب المكلوم أن يلتحق بمركز الدرك الملكي قصد التقدم بشكاية بخصوص الموضوع، غير أن ارتباكه وخوفه الشديد من مطاردة « شبح العار» في وسط يخنقه الجهل، علاوة على تدخل والد المجرم، دفعاه إلى عدم اتخاذ الإجراء اللازم. فقد عقد والد الضحية اتفاقا على تسوية المشكل بالتراضي، وهو الاتفاق الذي تعهد فيه «المغتصب» بخطبة الضحية في أقرب وقت، ثم عقد القران عليها أمام عدلين. ومقابل تنازله وصمته تسلم الأب مبلغ ألفي درهم، لتستمر معاناة فلذة كبده في صمت. طال انتظار والدي الفتاة، وطال معه نزيف الصغيرة، وتأكدت للوالد مماطلة مغتصب ابنته، فتوجه إلى الوكيل العام باستئنافية الجديدة، حيث وضع شكاية مرفقة بالشهادة الطبية سالفة الذكر. و هربا من واقع العار والألم الذي وجدت الصغيرة نفسها غارقة في بحره، في بيئة لم تتوقف فيها الألسنة عن لوك اسمها مقترنا بما تعرضت له، قررت الفتاة وضع حد لحياتها، فتناولت مادة سامة، لكن والديها اكتشفا الأمر قبل فوات الأوان فجرى إسعافها قبل نقلها، وحالتها حرجة، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، لتخضع بعد ذلك للعناية الطبية المركزة، داخل قسم الإنعاش. هذا وفتحت الضابطة القضائية بحثا في ملابسات الحادث، تبعا لتعليمات الوكيل العام، حيث أنكر المتهم الأفعال الإجرامية التي نسبت إليه، كما أنكر سوابقه العدلية التي تأكد للمحققين وجودها عند تنقيطه على الناظم الإلكتروني، فقد سبق له أن قضى عقوبة حبسية وصلت ثلاث سنوات نافذة لتورطه في ملف اختطاف فتاة قاصر، وكذا افتضاض بكارتها واحتجازها.