نظم أساتذة كلية الطب بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، أمس الخميس وأول أمس الأربعاء، إضرابا عن العمل احتجاجا على عدم تعاطي الوزارة مع ملفهم المطلبي، الذي اعتبروه رهينا بالارتقاء بالقطاع الصحي عموما. وأكد مصدر من الأساتذة المحتجين أن الإضراب نتيجة حتمية للقاءات وحوارات مع وزيرة الصحة ياسمينة بادو، انتهت جميعها إلى الباب المسدود، إذ دامت هذه الحوارات ما يقارب ثلاث سنوات دون أن تحقق الوزارة الوصية على القطاع أيا من الوعود التي قدمتها للمتحاورين. وأضاف المصدر نفسه أن مطالب المحتجين تتركز حول ظروف العمل «الصعبة» بالمراكز الاستشفائية ابتداء من استقبال المرضى، مرورا بالاستشارات الطبية، وانتهاء بغرف العمليات والعناية المركزة، وهي صعبة، يضيف المصدر نفسه، على العاملين بالقطاع وعلى المرضى أيضا، وأن من جملتها قلة الموارد البشرية، إذ إن كل أربعين مريضا في أي مصلحة بالمستشفى تجد في خدمتها ممرضا وحيدا في الفترة المسائية، وهو ما يرهق الممرض ويحرم المرضى من العناية الطبية، وأن من بين أسباب هذا النقص عدم تعويض الممرضين الذين يحالون على التقاعد. ويقترن «الفراغ» الطبي(الممرضون على الخصوص) بنقص في الميزانية المخصصة، حيث إنه على قلتها يؤثر العجز أكثر على ظروف العمل بسبب سوء التسيير ووجود العديد من الاختلالات. واستنكر المحتجون عدم مواكبة مشروع المبادرة الوطنية لتكوين 3300 طالب سنويا في أفق 2020، التي كانت قد تقررت سنة 2007، حيث إن عدد الطلبة تضاعف في حين لم يتم الرفع من عدد الأساتذة، كما أن هذه المبادرة شابها خطأ يتمظهر في عدم مواكبته بإحداث مستشفيات جامعية يكون لها دور أساسي في تكوين هؤلاء الطلبة, يضيف المحتجون. وندد الأساتذة المضربون بعدم استجابة الوزارة لرغبتهم في إجراء افتحاص لمجموعة من الاختلالات التي نددوا بها في عدة ملفات, من بينها ملف ثبت فيه تزوير، وهو ما دعا بعض الأساتذة إلى الانسحاب بحضور الوزيرة، ياسمينة بادو.