حجزت مصالح الدورية المسائية، التابعة لمجلس المدينة في الدارالبيضاء، السبت الماضي، حوالي طن من لحوم الذبيحة السرية الفاسدة أثناء جولتها المفاجئة في مجموعة من مناطق العاصمة الاقتصادية، ومن بينها سيدي عثمان والحي الحسني ومنطقة درب السلطان.. كما أحرقت المصالح نفسها الكمية المحجوزة في محرقة المجازر الجديدة في تراب عمالة سيدي عثمان. وذكرت مصادر «المساء» أن عمل الدورية فاجأ بعض المهنيين الذين يتعاملون مع لوبيات الذبيحة السرية، إذ إن الدوريتين المسائية والصباحية لا تقومان في الغالب بنشاطهما في عطلة نهاية الأسبوع، الشيء الذي يفسح المجال أمام مروجي الذبيحة السرية لتوزيع اللحوم الفاسدة على نطاق واسع، دون حسيب أو رقيب، وهو ما وقفت عليه الدورية المسائية التي حجزت الكمية المذكورة. وأضافت المصادر نفسها أن يومي السبت والأحد هما اليومان اللذان تتضاعف فيهما حظوظ مروجي الذبيحة السرية للاسترزاق على حساب صحة المواطنين الذين يصعب عليهم التمييز بين الجيد والفاسد من اللحوم المعروضة، مقابل بيعها بثمن يقل عن سعر اللحوم الجيدة التي تخضع لمراقبة المصالح البيطرية وثبتت جودتها، وهو ما يثير شهية المواطن الذي لا يفهم أنه كلما قل سعر اللحوم المعروضة ارتبط ذلك بجودة أقل، بل كثيرا ما يتعلق الأمر بلحوم مريضة تؤثر بشكل مباشر على صحة مستهلكيها. كما أن استهلاك اللحوم خلال هذين اليومين يكون أكبر مقابل باقي أيام الأسبوع، لأنهما يوما عطلة. وأكد جمال فرحان، الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم في الدارالبيضاء، ل«المساء» أن مهنيي القطاع، بمن فيهم مهنيو قطاع نقل اللحوم، نادوا في العديد من المناسبات بضرورة وأهمية تفعيل عمل الدوريتين المسائية والصباحية خلال نهاية الأسبوع، وأن الكمية التي تم حجزها هي دليل على صحة تخميناتهم في هذا الاتجاه. وأضاف فرحان أنه في إطار التحسيس العمومي بمخاطر الذبيحة السرية سيتم تنظيم أسبوع تحسيسي بمخاطر لحوم الذبيحة السرية في الفترة القليلة المقبلة، وهي الحملة التي ستنظم في مختلف تراب العاصمة الاقتصادية، لتحسيس المواطنين بخطورة استهلاك لحوم الذبيحة السرية التي لا تخضع لأي مراقبة بيطرية وبكيفية التعرف عليها. وأضاف فرحان أن الفخ الذي يسقط فيه المستهلك هو ما تروج له لوبيات هذه الذبيحة بخصوص ربط ارتفاع أسعار اللحوم بالذبيحة العادية التي تخضع لمراقبة دقيقة، في حين أن أسعار اللحوم في الدارالبيضاء مطابقة للأسعار في مجموعة من المدن المغربية، رغم عاملي الجودة والرسوم المفروضة عليها. وأكدت مصادر مهنية ل«المساء» أن لوبيات الذبيحة السرية لا تتوانى عن تهديد المهنيين الذين يعلنون رفضهم لنوع الذبيحة السرية، وهو ما تعتبره هذه اللوبيات ضربا لمصالحها المادية بالخصوص، وهو الشيء نفسه الذي يدعوها إلى حبك أكاذيب لا تمت للواقع بصلة.