سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مختل عقليا في نوبة مفاجئة يُوجّه لكمات قاتلة لمريض آخر داخل مستشفى الأمراض العقلية في فاس حراس المستشفى الذي يعاني «الاكتظاظ» يستعينون بالمرضى من أجل تكبيل المعتدي
لم يمض على استقبال مستشفى الأمراض العقلية والنفسية ابن الحسن في فاس، التابع للمركب الاستشفائي الجامعي، أحد المختلين عقليا أكثر من 24 ساعة، ليقوم هذا الأخير بتنفيذ اعتداء عنيف على مريض آخر، صباح أول أمس الاثنين، نجمت عنه وفاته في الحين. وفاجأ الحادث جل العاملين في المستشفى بالنظر، طبقا لتصريحات أحد مسؤوليه، إلى الوضعية المستقرة التي استقبل بها المريض «م. م.»، والذي أحيل على المستشفى لتلقي العلاجات. ولم تمنع إجراءات احتياطية قامت بها إدارة المستشفى، ومنها تفتيش المريض الذي داوم على تلقي العلاجات، رفقة بعض إخوته، منذ حوالي 10 سنوات في المستشفى من وقوع الجريمة. فقد استقبل هذا المريض في فضاء ملحَق في المستشفى الذي لا تتعدى قدرته الاستيعابية حوالي 44 سريرا والذي تجاوزها، في الآونة الأخيرة، إلى 56 مريضا. وتؤكد إدارة المستشفى أن جميع فضاءاتها ومرافقها مراقبة، إلا أن النزيل «م. م.»، وهو في حالة نوبة حادة، «نزل» بكل ثقله على مريض آخر، موجها له لكماتٍ مميتةً أصابته بعضها على مستوى الرأس وتسببت في وفاته. وكان المريض المتوفى «ف. ح.» قد أدخل إلى المستشفى يوم 16 شتنبر الجاري، ووضع بدوره في المكان الملحق، بعدما تعذر وضعه في الأَسِرّة العادية، بسبب عامل «الاكتظاظ»، ويعاني من وضع صحي هش بالمقارنة مع الشخص الذي اعتدى عليه. ووجد 4 حراس تابعون للمستشفى صعوبة بالغة في «عزل» المريض المعتدي الذي حاول أن يوسع من دائرة ضرباته لتشمل مرضى آخرين... واستعان هؤلاء الحراس بمرضى من أجل «شل» المريض المعتدي في انتظار تعزيز التدخل من أجل عزل هذه الحالة. وقد فتحت السلطات الأمنية تحقيقا في الموضوع لتحديد ملابسات هذا الاعتداء، واستمعت إلى عدة مسؤولين وموظفين في المستشفى، كما استأنست بأقوال بعض المرضى الذين حضروا جزءا من مَشاهد «الهجوم».