حل، مؤخرا، الإعلامي عثمان العمير، رئيس مجموعة «ماروك سوار» ومؤسس الموقع الإلكتروني «إيلاف»، ضيفا على برنامج «نقطة تحول»، الذي يُعدُّه ويقدمه سعود الدوسري على قناة «إم. بي. سي.». وخلال الحلقة، التي تجاوزت مدتها الساعة والنصف، خصص عثمان العمير حيِّزا مهما من حديثه للنبش في ذكرياته مع المغرب، لاسيما علاقته بالملك الراحل الحسن الثاني، إلى جانب حديثه عن علاقته بالملكين السعوديين فهد بن عبد العزيز وعبد الله من عبد العزيز. وبعدما أشار العمير إلى علاقته المتميزة بأرض المغرب، التي وصفها ب«أرض التسامح والاعتدال والحيوية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية»، ذكر أن علاقته بالمغرب تعود إلى سنة 1979، حينما حل بالمملكة رفقة وفد الملك الراحل خالد بن العزيز الذي كان قد قام بزيارة رسمية للمغرب، وهو الوفد الذي ضم كذلك زميله خالد المالك.. بعد الاستقبال، توجه الملكان (الحسن الثاني وخالد بن عبد العزيز) إلى جناح مختلف (خاص بكبار الشخصيات) عن جناح الصحافيين، إلا أن هذا لم يمنع الصحافيين -على الرغم من محاولة تدخل بعض الضباط- من الوصول إلى الحسن الثاني ولقاء الملك المغربي الراحل.. في تلك اللحظة، قدم العمير نفسَه كمندوب جريدة «الجزيرة» السعودية في المغرب وقدم زميله كرئيس تحرير للجريدة ذاتها، قبل أن يلتمسا من الملك الراحل قبول طلب إجراء حوار معه، وهو الحوار الذي شهد بعض الطرائف.. طرائف يقول عنها عثمان العمير في حديثه التلفزيوني: «بعد تقدمنا بطلب الحوار، أمر الملك مدير مكتبه مولاي أحمد العلوي الذي توفي بدوره، بتحديد موعد لنا. وفي الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الموالي، تلقينا مكالمة من القصر الملكي حول الحوار، فتوجهنا إلى هناك. وأتذكر أننا «أثقلنا» في الأسئلة، وبحكم المجاملة, لم يرد الملك أن يوقفنا، إلا أن مولاي أحمد العلوي كان يلح على ضرورة إنهاء الحوار بسرعة، لكننا تجاهلناه، فبدأ يضربني في ظهري، فقلت للملك الحسن الثاني: «أعتقد أن مدير مكتبك يريد إنهاء الحوار»!.. إلا أنه –بالصدفة- نادى المؤذن للصلاة في تلك اللحظة. حينها، قال الحسن الثاني: «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا!».. ففهمنا أن الملك يريد بدوره أن ينهي الحوار»... ويضيف عثمان العمير: «منذ ذلك الحدث، انطلقت علاقتي بالمغرب وتطورت بعد أن توليت رئاسة تحرير مجلة «المجلة» في سنة 1988، على اعتبار أنها كانت المجلة الأولى للعرب، إلا أنه وقع حدَثٌ آخر كان لسمو الأمير سلمان بن العزيز يد فيه, رغم أنه لا يريدني أن أتحدث عن دوره، إذ مع السنوات بدأتُ أتعرف على الملك الراحل الحسن الثاني وكنت دائما أبدي رغبتي في محاورته، إلا أن انشغالاتِه الكثيرةَ حالت دون ذلك، إلى أن قرر نشر مذكرات «ذاكرة ملك» وأوكل لي مهمة مراجعتها وكتابة مقدمتها، وهنا لا بد من أن أضيف نقطة هي أنه لو لم أكن رئيسَ تحرير «الشرق الأوسط» لما قمت بذلك، إلا أن العلاقات الشخصية أساسية»... ووصف العمير علاقته بالملوك بالعلاقة السياسية وشدَّد على حبه مجالسةَ الملوك، لأنهم أصحاب القرار والقادرون على التحكم في مصير الأمم، و«من وجد إمكانية أن يعيش حياة القصور، فهل سيعود إلى حياة القبور»؟.. يتساءل العمير. وفي سؤال حول اتهامه بالوصولية، أجاب العمير قائلا: «أنا لست أصوليا، أنا وصولي.. كلنا وصوليون.. كلنا نحب أن نحقق طموحاتنا ونبحث عن رغبة الحياة.. لكنني لم أطْرُقْ أبواب أحد». واعترف الصحافي عثمان العمير بتلقي منح مالية من الملك السعودي فهد بن عبد العزيز والملك عبد الله فيصل.. وفي هذا الإطار، قال العمير: «يجب أن نوضح أن «الشرهات» ليست شبهة، في السعودية حينما يقدم لك أحد «شرهة» فهي نوع من التكريم، وأنا في حياتي لم آخذ إلا من الملكين فهد وعبد الله، لأنني أحب العملة العالية، أي أن يتجاوز الرقم خمسة أصفار.. كانت بالريال السعودي قبل أن تتحول إلى الدولار!»... ونفى عثمان العمير في حواره المطول عمله مع الاستخبارات، على الرغم من عدم رفضه الفكرة، معترفا بأن للمخابرات دورا مهما في تركيب الصور الخاصة بالشخصيات التي كانت تدور حوله. وحول تجربة تأسيس موقع «إيلاف»، قال عثمان إن تجربة الموقع كانت رائدة، إلا أنها تعرضت للعديد من الهجمات الخارجية التي تحاول النيل من التجربة. وعن تجربة رئاسة «ماروك سوار»، قال العمير: «ماروك سوار أكبر مجموعة إعلامية في المغرب ولها تاريخ طويل وعلاقة جيدة مع المؤسسة الملكية في المغرب، مرت المجموعة بأزمة مالية خانقة فتم حلها، وقد قدت المجموعةَ لتصبح مجموعة مربحة».