تتهم أسرة مريض يرقد في مستشفى محمد الخامس في الدارالبيضاء، منذ حوالي أربعة أشهر، طبيبا في المستشفى بالتسبب في عاهة «مستديمة» له، بسبب ما وصفته ب«الإهمال» واستعمال قضبان حديدية طبية «غير صالحة» نتج عنها تقيح في ركبة المريض، علما بأن الكسر لا يوجد في الركبة بل في الحوض»، مما جعل الأسرة توجه أصابع الاتهام إلى الطبيب المعني الذي، عوض أن يجبر الكسر ويجري عملية جراحية عليه، أجرى عملية جراحية في ركبة المريض السليمة! حيث وضع فيها قضبانا طبية دون أن تطال العملية أو حتى المعاينة حوض المريض... وطالبت الأسرة بفتح تحقيق عاجل لمعاينة وضعية الشاب، احماد أكزال (25 سنة)، الذي أصبح معاقا وعاجزا عن المشي على رجليه. يقول الشاب: «أصبحت رجلي شبه مشلولة وأحس بآلام فظيعة فيها، خاصة في الركبة وفي موضع الكسر في حوضي، كما أسمع باستمرار «طقطقة»عظام في مكان الكسر، إضافة إلى أن رجلي أصبح طولها أقل من الرجل اليمنى، مما أصبح معه المشي مستحيلا». وأضاف الشاب أن الطبيب المعني لم يكن يتتبع حالته الصحية بل من غريب الأمور أنه لم يكشف عليه بعد العملية إلا مرتين، وهو شيء لا يحصل في الغالب، خاصة أن حالة الشاب كانت جد متدهورة، حيث وقع لركبته تقيح مباشرة بعد العملية، وهو التقيح الذي لم يلحظه إلا بعد عشرين يوما من تاريخ إجراء العملية، بعد أن خرج القيح من الثقوب التي توجد بركبته التي كان الحديد الطبي مثبتا فيها، وهو ما دفع أسرته إلى تقديم شكاية، توصلت بها «المساء»، إلى إدارة المستشفى وإلى جهات أخرى لا واحدة منها تحركت لمعرفة ملابسات الحادث ومعرفة ما آلت إليه صحة المريض. وأضاف المريض أنه كلما طالب الطبيب المعني بالكشف عليه وهو يسرد له وضعيته أجابه بالقول «اخرجْ وسيرْ لشيشاوة وداوي في السبيطار ديالكم.. انتَ آشنو مازال كتعملْ هنا»؟.. وبعدها يخرج من القاعة دون أن يكشف عليه، يصرح المريض ل»المساء». وأكدت الأسرة، في الشكاية نفسها، أن الطبيب المعني طلب منها اقتناء الحديد الطبي من محل معيَّن بثمن خمسة آلاف درهم، بينما تأكدوا من أن القطعة التي وصفها لهم لا يتعدى ثمنها في محلات أخرى 220 درهما، وأمام عجز الأسرة عن اقتناء الأسرة للقطعة الحديدية من المحل الذي حُدِّد لهم سلفا، أجرى الطبيب نفسه العملية باستعمال حديد كان في حوزته وأكد للأسرة أنه كان لا يرغب في استعماله للمريض لأنه ليس في قياسه. وعقب العملية، تفاجأت الأسرة بحدوث تقيُّحات في ركبة ابنها مما جعلها ترجح أن القطعة الحديدية كانت مستعمَلة، وهو الشيء الذي جعلها تتشبث بضرورة إجراء تحقيق نزيه في الحادث، إنصافا لابنها وحتى يتحمل الطبيب مسؤوليته في ما أصاب الشاب، خاصة أنه مازال في مقتبل العمر. وأكدت الأسرة أن ابنها لن يغادر المستشفى، رغم أن وضعها الاجتماعي فقير جدا وليس في مقدورها زيارته باستمرار، بحكم أنها تقيم بضواحي مدينة شيشاوة، إلا إذا تم التكفل بابنها وتحمل مسؤولية الخطأ الطبي الذي تسبب في عاهته، إما عن طريق إعادة إجراء العملية داخل المستشفى أو نقله إلى مستشفى آخر تحت مسؤولية الجهات المعنية، أولهم الطبيب المتسبب في العاهة، خاصة أن الشاب مريض بالربو وأن وضعه الجديد وما يعانيه داخل المستشفى زاد من حدة مرضه. وقد اتصلت «المساء» بإدارة المستشفى ورفضت الأخيرة مدها بأي تصريح بهذا الخصوص.