توعد قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة بممارسة معارضة صارمة ضد حكومة عباس الفاسي، خلال الدخول البرلماني أكتوبر المقبل، مشيرا إلى أن حزبه سيضع الأداء الحكومي ومدى التزامه بتعهداته تحت المجهر. وقال أحمد التهامي، رئيس فريق ال«بام» بمجلس النواب ل«المساء» إن «ممارسة المعارضة البرلمانية من طرف برلمانيي الحزب ستظل وفية للثوابت التي بدأها الحزب بمناسبة تقديم التصريح الحكومي، معارضة بناءة ومسؤولة، لكننا سنكون صارمين مع الحكومة التي ينقصها الانسجام والنجاعة والإستراتيجية. حكومة يتضح جليا أن إيجابياتها محدودة مقارنة بالإمكانات المتوفرة لديها وانتظارات الشعب المغربي والسقف الكبير الذي حددته الخطب الملكية». وأضاف أن «الدورة الربيعية الماضية أعطت صورة واضحة عن معارضتنا، إلا أننا الآن بصدد إدخال رتوشات عليها من أجل تحسين أداء فريقنا وجعل معارضته معارضة بناءة وموضوعية تساهم في تطوير البناء الديمقراطي للبلاد». وكان ال«بام» قد دشن معارضته للحكومة بداية الدورة الربيعية الماضية، بطلب استدعاء الوزير الأول إلى قبة البرلمان للإدلاء بتصريح في البرلمان يعقبه نقاش حول حصيلة العمل الحكومي. كما جسدها في «الإحاطة علما» داخل مجلس المستشارين، التي تناول فيها فريقه موضوع ارتفاع الأسعار وضرب القدرة الشرائية للمواطن المغربي، مشيرا إلى عدد من مظاهر عجز الحكومة وفي مقدمتها فضيحة النجاة التي راح ضحيتها حوالي 80 ألف شاب مغربي خلال حكومة عبد الرحمن اليوسفي وكان آنذاك عباس الفاسي مسؤولا عن ،حقيبة التشغيل. واعتبر التهامي في حديثه إلى الجريدة أن محطة دخول مدونة السير حيز التطبيق في أكتوبر المقبل ستكون فرصة ملائمة للوقوف على مستوى الأداء الحكومي في ملف بالغ الأهمية. وهاجم التهامي وزير النقل والتجهيز الاستقلالي كريم غلاب، واصفا الإجراءات المتخذة من قبله فيما يخص أجرأة مدونة السير ب«البسيطة والتي لا تستجيب للتحديات الكبرى التي تطرحها عملية الأجرأة». وانتقد التهامي ما أسماه انفراد الوزارة باتخاذ قرارات في قطاع حيوي دون إشراك للنقابات، مشيرا إلى أن الحملات الإشهارية بخصوص المدونة كانت باهتة ولم ترق إلى مستوى التعريف بها. إلى ذلك، كشف مصدر حزبي أن قيادة ال«بام» وضعت على رأس أولوياتها خلال الدخول السياسي الحالي الانكباب على توضيح هوية الحزب وتعميق النظر فيها وفي الشعارات والتوجهات والاختيارات المتضمنة في الوثائق التأسيسية للحزب، مشيرا إلى أنه على أساس هذا التوضيح ستكون تحركات الحزب المستقبلية فيما يخص التحالفات وغيرها. وقال سامر أبو القاسم، عضو المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة، في اتصال مع «المساء»: «نحن الآن بصدد المزيد من تعميق النظر في هوية الحزب لتأخذ شكلا ومضمونا ومحتوى قابلا للفهم من قبل الجميع، لاعتقادنا أن ما عاشته الأحزاب في السنوات الأخيرة وما تعانيه من عقدة التواصل مع المواطنين مرده أنها لم تبذل مجهودا على مستوى توضيح هويتها»، مشيرا إلى أن «عدم وضوح الرؤية على مستوى التطلعات والتوجهات والاختيارات لدى الأحزاب يمكن أن يؤثر على مستوى التقاطبات والتحالفات، ويدفع المواطن إلى طرح أكثر من علامة استفهام حول وجود حزب الاتحاد الاشتراكي والأحرار مثلا في ائتلاف حكومي واحد». من جهة أخرى، علمت «المساء» أن الحزب بصدد التحضير لجمع عام وطني لمنتخبيه الجماعيين، يعقد نهاية أكتوبر القادم، لتأسيس إطار سيكون أداة لتفعيل تصورات الحزب في مجال العمل الجماعي ودعم منتخبيه في مخططات التنمية وسياسة القرب والتخليق. وحسب مصادر من الحزب، فإن هناك نقاشا داخل الحزب حول الإطار القانوني للهيئة المزمع تأسيسها بين قائلين بإنشاء جمعية وقائلين بمؤسسة للمستشارين الجماعيين، مشيرة إلى أن كلا من أحمد التهامي وميلودة حازب، عضو المكتب الوطني، سيقدمان تصورا حول الإطار المزمع تأسيسه.