بلغ عدد التعرضات المقدمة من قبل مواطني مدينة تيزنيت ضد مشروع تصميم التهيئة المعروض طيلة الشهر الماضي بمقر البلدية 517 تعرضا تقدم بها عدد من مواطني المدينة، الذين تناهى إلى علمهم خبر إطلاق مرحلة البحث العمومي لمشروع تصميم التهيئة الذي طال انتظاره بالمدينة سنوات طويلة. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن التعرضات التي توجد الآن قيد الدراسة من قبل لجنة مختصة بالبلدية قبل عرضها نهاية الأسبوع الجاري على أنظار المجلس للمصادقة، شملت عقارات تابعة لأرباب المشاريع الحاصلة على تراخيص بلدية للبناء، وعقارات أخرى تعود لأشخاص حصلوا على رخص البناء بالجماعات المجاورة للبلدية. كما شملت التعرضات إقامة التجهيزات على أملاك الغير، وتخصيص بعض العقارات بنوع معين من البنايات، وتخصيص أملاك خاصة لتشييد بنايات إدارية. كما اعترضت إدارة الأملاك المخزنية على التغييرات التي طرأت على عدد كبير من الأملاك العقارية التابعة لها في النفوذ الترابي لبلدية تيزنيت. وفي اتصال ب«المساء»، أشار عدد من المتتبعين إلى أن عدد التعرضات المسجلة ضد المشروع قليل جدا بالمقارنة مع التغييرات الكثيرة التي طرأت على البنية الطبوغرافية للمدينة، وأرجعوا أسباب ذلك إلى ضعف الآليات التواصلية لدى بلدية المدينة، وتقصير القائمين عليها في إبلاغ الرأي العام المحلي بالموضوع، لاعتبارات وصفوها بالسياسية والانتخابية. كما عبر عدد من سكان المدينة عن تذمرهم من عدم توصلهم بإخبار رسمي من البلدية يحثهم على ضرورة معرفة التغييرات الطارئة بأملاكهم العقارية بالمدينة قبل المصادقة النهائية عليها، مؤكدين أن خبر الإعلان العمومي للتصميم وصل إلى أسماعهم عن طريق الصدفة أو بواسطة أحد أقربائهم أو معارفهم بالبلدية، كما انتقدوا عدم استعمال البلدية بعض وسائل الإخبار العامة المألوفة بالمدينة كالمساجد وأبواق السيارات البلدية وأعوان السلطة التي ألفوا استعمالها في مناسبات سابقة وفي أمور تقل عن هذا الحدث من حيث الأهمية، واستنكروا في الآن نفسه تجاهل الموقع الرسمي لبلدية تزنيت الإعلان عن انطلاق البحث العمومي حول مشروع تصميم التهيئة الخاص الذي يهم جميع سكان المدينة، وعدم توضيح الكيفية التي يتم بها إجراء التعرضات القانونية على المشروع. من جهتها، رفضت مصادر مسؤولة بالبلدية اتهام هذه الأخيرة بالتقصير في وسائل الدعاية لمرحلة الإعلان العمومي للتصميم، قائلة إن البلدية شهدت منذ إطلاق مرحلة البحث إقبالا منقطع النظير للمواطنين المعنيين بتصميم التهيئة، ومؤكدة أن التعرضات المقدمة شملت عددا من المطالب الخاصة بتقليص الطرق وحذفها وتحويل مسار المرافق العمومية، كما همت في جزئها الآخر تحويل الأراضي الفلاحية إلى أراض صالحة للبناء بهدف إنشاء التجزئات السكنية، وذلك كله في إطار الرغبة الملحة في الاستفادة ما أمكن من القطع الأرضية. وأضاف المتحدث أن خلية التتبع، التي شكلتها البلدية والمكونة من التقنيين والموظفين، حرصت على استقبال التعرضات في الأوقات الرسمية للعمل إلى غاية الأسبوع الأول من شهر شتنبر، شريطة الإدلاء بوثائق مثبتة للملكية وأخرى خاصة بالمقطع المحدد لمعالم البقعة المعنية بالتعرض في التصميم المذكور. ويأتي تصميم التهيئة الجديد لمدينة تيزنيت بعد 24 سنة من التصميم القديم الذي أطر مجال التعمير في المدينة منذ سنة 1986، كما أتى بعد التماطل الذي عانت منه العديد من التعاونيات السكنية الخاصة بفئات الموظفين الصغار والمتوسطين.