«هل من المنطقي والمعقول أن نرغم على دفع مليون سنتيم، ثمن ترحيلنا إلى تلك الدكاكين الشبيهة بالأقفاص، التي لا يتجاوز مبلغ تكاليف بنائها ال2000 درهم، ونحن مجرد إسكافيين فقراء لا نملك قوت يومنا؟» يتساءل أحد الإسكافيين المرغمين على الرحيل إلى مكان آخر بعد أن تقرر هدم محلاتهم المتواجدة بساحة سيدي عبدالوهاب التي تقرر تحويلها إلى شبه «ساحة الفنا» المراكشية في إطار تأهيل المدينة القديمة وردّ الاعتبار للمدينة العتيقة. كان يوم الاثنين 13 شتنبر الجاري، آخر يوم في حياة سوق الإسكافيين بعد أن تم قطع الكهرباء عن محلاتهم، حيث اضطروا للرحيل إلى دكاكينهم الجديدة بعد أن تم تحويلها إلى جوطية سوق مليلية، وقد «شيدت» لهم الجهات المسؤولة دكاكين صغيرة فاق عددها الستين محلاّ، وطالبتهم بأداء مبلغ مالي حدد في حوالي مليون سنتيم لكل واحد منهم، في حين أن الأماكن المذكورة لا تتعدى كلفة تشييدها مبلغ 2000 درهم، علما أن سقفها «زنك» فيما تكفل المالك بتبليطها وإدخال الكهرباء، كما أن هذه الدكاكين، التي لا تتعدى مساحة الواحد منها أربعة أمتار مربعة، مؤقتة في انتظار تشييد محلات أخرى نهائية لا يعلم أحد كيف سيتم تصميمها ولا طريقة توزيعها. «عندما نستقصي ملابسات هذا الأمر نكتشف أن هذه الدكاكين مؤقتة، لأن المكان الذي شيدت فيه تضررت بسببه جهة معينة كانت ستستفيد منه كواجهة تستفيد منه لاحقا، لذا يقال إن هذا المتضرر رفع دعوى قضائية في هذه النازلة، يُسِرّ أحد هؤلاء المستفيدين من أحد الدكاكين رغم قبوله بأداء المبلغ المطلوب معتبرا إياه مساهمة في تجديد المحلات التجارية المستقبلية.