تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات، وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. اليبروح هو اسم يطلق على نوعين من النباتات ينتميان للفصيلة الباذنجية، وينموان بصورة برية في آسيا وجنوب أوروبا . وسيقان اليبروح لا ترى بل تبدو الأوراق كما لو كانت تنمو من الجذور، ولأغلب هذه النباتات جذر كبير الحجم . وأزهار اليبروح بيضاء أو مشربة بالزرقة أو أرجوانية اللون، وهي تنمو على عيدان رفيعة موجودة بين الأوراق. كان البشر منذ أقدم العصور يؤمنون بخرافات تتعلق بنباتات اليبروح؛ إذ كان البعض يعتقد أن لها قوة سحرية ، فصنعوا منها ما كان يعرف باسم «أكسيد الغرام». واليبروح يحتوي على مركبين كيماويين هما « السكوبولامين» و«الهيوسيامين». وقد استعملت بعض شعوب الشرق الأدنى وأوروبا جذور اليبروح كمخدر للتعاطي وفي الجراحة . يقول عبد الله بن البيطار في كتابه الجامع : اليبروح صنفان أحدهما يعرف بالأنثى ولونه إلى السواد والصنف الآخر يعرف بالذكر وهو أبيض، وقوة اليبروح أنه بارد في الدرجة الثالثة وفيه مع هذا حرارة يسيرة. لذلك فاليبروح يحدث الثبات (النوم) وبعض الناس يستخدمه كشراب لتسكين الأوجاع. ولمن أراد أن يبطل حس عضو إن احتاج إلى قطعه أو احتاج إلى الكي أن يشرب من شراب اليبروح (مخدر) وإن أكثر منه قتل. وهو يخدر وينوم وإن أكثر من أكله عرض آكله للاختناق وحمرة الوجه وذهاب العقل.