مرت ستة أيام على التعادل المخيب للآمال للمنتخب الوطني ضد منتخب إفريقيا الوسطى، الذي حقق أهم إنجاز طيلة مساره الكروي وبات من المنتخبات المرشحة لتحسين رتبتها العالمية من المركز ما قبل الأخير (المركز 206 ) إلى مركز متقدم، وهو الهدف الذي رسمه اتحاد إفريقيا الوسطى لكرة القدم مباشرة بعد تعيينه للفرنسي جول اكورسي، إذ كان الهدف الرئيسي من هذا التعيين هو تحسين سلم ترتيب هذا المنتخب المصنف ضمن أضعف منتخبات العالم، والرقي به إلى مراتب محترمة، ولم يصدر أي بلاغ رسمي عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يتأسف لهذا التعادل أو يشرح الأسباب الرئيسية لهذه النتيجة التي كشفت المستور، بعدما عاين الجمهور المغربي، عن كثب، ضعفا تكتيكيا ومساعد مدرب لم يترق في المناصب وظل منذ حصوله على أول ديبلوم للتدريب يشتغل مساعدا، في حين غاب مدرب اللياقة البدنية الذي ليس إلا الفرنسي ديديي فيليب الذي رفض تمديد عقده مع الهلال السعودي، وأوهمهم بأن هناك أسبابا شخصية تدفعه إلى العودة إلى فرنسا، في حين أنه حصل على عقد مهم يشرف من خلاله على اللياقة البدنية لمنتخبنا الوطني، وغاب رئيسه البلجيكي إيريك غيريتس الذي مازال مرتبطا بعقد مع الهلال السعودي لكرة القدم، وكل مرة يخرج إعلاميا ويلمح، إما إلى أنه سيغادر الهلال لا محالة مباشرة بعد نهاية المنافسة الآسيوية المرتبط فيها الهلال، أو إمكانية الاستمرار لعام جديد مع نادي الزعيم. وحسب الأصداء القادمة من محيط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تستعد لفتح مقرها الجديد، إذ باتت الجامعة الجديدة منذ تعيينها، في أبريل الماضي، مختصة في التعاقدات مع الأجانب من مدربين ومدربين مساعدين ومنقبين ومدرب لياقة، ليصل عدد عقود الأجانب في رفوف جامعة الكرة إلى سبعة أجانب، أربعة يحملون الجنسية الفرنسية وثلاثة من حملة الجنسية الهولندية، والعدد قد يتضاعف في حال التحاق طبيب الهلال السعودي السابق، البلجبكي كارل ويليم، الذي أشهر إسلامه، إلى الطاقم التقني للبلجيكي غيريتس، فإن علي الفاسي الفهري يمني النفس بهزيمة الهلال السعودي في مباراته المقبلة ضد الغرافة القطري برسم ذهاب دوري أبطال آسيا الأربعاء المقبل ليلتحق غيريتس رسميا بالمنتخب الوطني، وبالتالي إخماد الغضب الجماهيري قبل أسبوعين من المباراة المهمة ضد منتخب تانزانيا في ال8 من أكتوبر المقبل بدار السلام، برسم الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية عام 2012. وفي مقابل التزام الجامعة المغربية بالصمت حيال التعادل سالف الذكر وانتظار قادم يجهل تحقيقه من عدمه، فإن اتحادات عربية صديقة كانت أكثر حكمة من نظيرتها المغربية، فالاتحاد التونسي ومباشرة بعد التعادل ضد مالاوي سارع إلى عقد اجتماع طارئ للنظر في أسباب التعثر بحضور مدرب المنتخب الفرنسي بارتران مارشان، الذي تلقى إنذارا توبيخيا وحمل مسؤولية التعادل، كما قرر توقيع عقوبة مالية على ثلاثة لاعبين، هم عصام جمعة للحركة التي قام بها تجاه الجمهور، ومهدي النفطي وعلاء الدين يحيى لأنهما اشتبكا وهما في طريقهما إلى حجرات الملابس بعد المباراة، وهي القرارات التي تمنى عشاق الكرة المغاربة تطبيقها، خاصة بعد الحركة المثيرة للجدل للحمداوي الذي رفض مصافحة المساعد دومنيك، ثم الشهادة الطبية المشكوك في صحتها التي أرسلها الدولي عادل تاعرابت. أما الاتحاد المصري فقرر رئيسه، سمير زاهر، عقد جلسة مع أعضاء الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة لبحث أسباب التعادل والأداء المتواضع، ضد منتخب سيراليون والاتفاق على جميع الخطوط العريضة الخاصة بالمعسكر القادم للمنتخب استعداداً للمباراة الثانية مع النيجر الشهر القادم.