هاجمت جريدة الاتحاد الاشتراكي، في عددها الصادر أول أمس الخميس، الوزير الأول عباس الفاسي. وقالت الجريدة، في مقال موقع باسم مستعار، إن عباس الفاسي عندما كان وزيرا للتشغيل في حكومة عبد الرحمن اليوسفي «تصرف هو ومعاونوه كحزب معارض للاتحاد ومشارك في حكومة يقودها الاتحاد». وزادت الجريدة موضحة أن «عباس الفاسي جاب ربوع المغرب الأقصى وعقد لقاءات لا تعد ولا تحصى، تحامل خلالها على الأخ اليوسفي وحكومته وحزبه بالنقد والسلخ بوسائل شتى...». وبينما رفض عباس الفاسي التعليق، في اتصال مع «المساء»، على ما جاء في مقال الاتحاد الاشتراكي، وقال: «لا تعليق لدي لأنني لازلت لم أطلع بعد على مضامين هذا المقال»، كشف قيادي في الاتحاد الاشتراكي أن الانتقادات التي توجه إلى عباس الفاسي لا تعبر عن موقف الحزب، مشيرا إلى أن هذه الانتقادات لحكومة نشارك فيها يقف وراءها قياديون اتحاديون، القاسم المشترك بينهم أنهم رسبوا في الانتخابات التشريعية أو لم تتم تزكيتهم للاستوزار». وزاد مصدرنا قائلا إن جريدة الاتحاد لم تعد تهاجم فقط عباس الفاسي، بل سبق لها أن هاجمت حتى الفريق البرلماني لحزب الاتحاد مباشرة بعد فشل الشوط الأول من المؤتمر الثامن للحزب. ويشير مصدرنا في هذا السياق إلى ما كتبه عضو المجلس الوطني للحزب محمد فرتات عندما دعا، في مقالة له، إلى تجريد الفريق البرلماني من أي دور داخل الحزب. وأعرب محمد بنيحيى، رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الاتحاد الاشتراكي، عن استغرابه هذه التأويلات التي تعطى لما يكتب من مقالات في جريدة الحزب. وقال، في تصريح ل«المساء»، إن جريدة العلم بدورها، وهي لسان حال حزب الاستقلال، كثيرا ما خصصت مقالات لاذعة لحزب الاتحاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «القول بأن هذه الانتقادات الموجهة إلى عباس الفاسي يقف وراءها أشخاص رسبوا في الانتخابات، أمر يدعو إلى الاستغراب». وفي سياق آخر، التقى عباس الفاسي، الثلاثاء المنصرم بمقر الوزارة الأولى بالرباط، قيادات الأحزاب السياسية المشكلة للحكومة ورؤساء فرقها النيابية. وخصص هذا اللقاء، الذي استغرق أكثر من ساعتين، لتدارس تنفيذ قانون المالية لسنة 2008 خلال ال6 أشهر المنصرمة ووتيرة العمل الحكومي في المرحلة المقبلة. واكتفى عباس الفاسي في هذا اللقاء بإلقاء كلمة مقتضبة تحدث فيها عن دواعي هذا اللقاء، وقال إنه لقاء تشاوري يأتي لإشراك مختلف مكونات التحالف الحكومي في تدبير هذه المرحلة التي يجتازها المغرب. ولم يفت عباس أن يثير في كلمته ما أسماه ب«الحملة الإعلامية الظالمة» التي يتعرض لها العمل الحكومي، مذكرا في الوقت نفسه باللقاء الذي خص به بعض الصحف الوطنية مؤخرا. وأشار الفاسي، في هذا السياق، إلى أن الهدف من ذلك اللقاء مع الصحافة هو هدف تواصلي لأن كلامه يتعرض إلى التشويه والتحريف بشكل ظالم. وحضر لقاء الأغلبية الحكومية هذا، نجيب الوزاني رئيس فريق الأصالة والمعاصرة الذي شكله فؤاد عالي الهمة، الوزير السابق المنتدب في وزارة الداخلية، فيما يؤكد مصدر من الوزارة الأولى أن لقاء الأغلبية ليوم الثلاثاء المنصرم ليس هو أول لقاء للوزاني، مؤكدا أن الوزاني يستدعى لجميع اللقاءات التي تعقدها الأغلبية. وقال المصدر ذاته بهذا الخصوص: «إن فريق الأصالة والمعاصرة لفؤاد عالي الهمة مساند للحكومة وداعم لكل خطواتها، ومن الطبيعي أن يستدعى رئيسه إلى لقاءات الأغلبية». وطالب رؤساء الفرق النيابية، في هذا اللقاء، بإشراكهم في رسم الخطوط العريضة للقانون المالي المقبل لسنة 2009 قبل الشروع في بلورته وعرضه في أرقام. وقبل ذلك، كان صلاح الدين مزوار، وزير المالية، تقدم بعرض توقع فيه أن ترتفع وتيرة النمو في السنة الجارية رغم ارتفاع الأسعار الدولية، مؤكدا أن نسبة التضخم ستبقى مستقرة في أقل من 3 في المائة خلال هذه السنة الجارية. وحسب مزوار، فإن مؤشرات الظرفية الاقتصادية ارتفعت في النصف الأول من السنة الجارية ومعدل البطالة تراجع إلى 9.2 في المائة في متم الفصل الثاني من السنة الجارية، علما بأن هذا المعدل لم يسبق له أن نزل عن 10 في المائة خلال السنوات السابقة.