يعتزم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، إسناد الإدارة الفنية للمنتخب الجزائري لمدرب أجنبي من الحجم الكبير لخلافة رابح سعدان المستقيل من منصبه، بعد ازدياد درجة السخط الجماهيري إثر اكتفاء فريق الخضر بنتيجة التعادل مع ضيفه منتخب تنزانيا. ويعتبر الفرنسي فيليب عمر تروسيي( 55 سنة) أكثر حظا لتدريب المنتخب الجزائري، إذ إنه كان على وشك خلافة سعدان مباشرة بعد نهاية مشاركة منتخب الجزائر في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي جرت بجنوب إفريقيا، ومن المرجح أن يكون أعطى موافقته المبدئية لرئيس اتحاد الكرة الجزائري، محمد روراوة، الذي اتصل به قبل المونديال لما كان سعدان مترددا حول الفصل في مستقبله على رأس الإدارة الفنية لمنتخب ثعالب الصحراء. ولكن المستجدات التي طرأت يوم 18 يوليوز الماضي بقبول سعدان تجديد عقده مع اتحاد الكرة الجزائري إلى غاية 2012 حال دون مجيء تروسيي إلى الجزائر، وذلك قبل أن يعاد فتح الملف من جديد بعد استقالة سعدان وبقاء منصب الناخب الوطني الجزائري شاغرا، والذي من الممكن جدا أن يشغله فيليب عمر تروسيي الملقب في إفريقيا ب«الساحر الأبيض» بسبب النتائج الكبيرة التي حققها رفقة معظم أندية ومنتخبات القارة السمراء التي أشرف عليها منذ سنة 1989 على غرار فريق اسيك ميموزا الايفوراي وكايزر تشيف الجنوب إفريقي والفتح الرباطي المغربي، ومنتخبات الكوت ديفوار وبوركينا فاسو ونيجيريا وجنوب إفريقيا قبل انتقاله إلى قارة آسيا للإشراف على منتخب اليابان من 1998 إلى 2002 ثم منتخب قطر من 2003 إلى 2004 . ويشغل تروسيي حاليا مهمة ضمن الاتحاد الياباني لكرة القدم، قال عنها في أحد تصريحاته السابقة أنها لا تأخذ من وقته سوى أربعين يوما في السنة، مما يعني إمكانية إشرافه على أحد المنتحبات الوطنية بالموازاة مع منصبه الحالي باليابان. ومن جهة أخرى، وبالموازاة مع الحديث عن استقدام مدرب أجنبي كبير لقيادة المنتخب الجزائري، فإن معظم التقنيين الجزائريين يفضلون خيار المدرب المحلي لأسباب مختلفة، على غرار عبد الرحمان مهداوي، المدرب السابق للمنتخب الجزائري في نهاية تسعينيات القرن الماضي أو مدرب جزائري إضافة إلى مدرب أجنبي إذا ما اقتضت الظروف ذلك لتفادي المخاطرة بمصير المنتخب الجزائري الذي لا تفصله سوى مدة شهر عن لقاء مصيري خارج الديار في إطار تصفيات البطولة الإفريقية.