في خطوة تصعيدية جديدة، احتشد، زوال أول أمس السبت (4 شتنبر الجاري)، العشرات من ضحايا «الشعبي للإسكان» أمام مكتب البيع بإقامة الفجر بعمالة مقاطعة سيدي البرنوصي، تنديدا بتأخر شركة «الشعبي للإسكان» لمالكها ميلود الشعبي، في تسليم شقق لفائدة 2500 مستفيد بالمشروع المذكور. وفور انتهاء صلاة الظهر، بدأ المحتجون يتقاطرون على مكان إنجاز المشروع، في محاولة منهم لإثارة انتباه السلطات المحلية إلى نفاد صبرهم بعد انتظار دام ثلاث سنوات. وردد المحتجون، الذين كانوا يحملون لافتات واحدة كتب عليها «هذا عيب هذا عار ... ثلاث سنوات من الانتظار» شعارات غاضبة، احتجاجا على عدم وفاء الشركة صاحبة المشروع بالعهد، الذي قطعته على نفسها في شتنبر من سنة 2007 بتسليم الشقق بعد سنة ونصف من ذلك التاريخ. كما ردد المحتجون شعارات طالبوا من خلالها السلطات الوصية بالتدخل من أجل إيجاد حل للمشاكل التي أصبحوا يتخبطون فيها جراء تأخر تسليم شققهم، بعدما أدى بعضهم كامل مستحقاتها. وفي تصريح ل«المساء»، قال محمد البشيري، ممثل المستفيدين وأحد المتضررين، إن هذه الوقفة، وهي الثانية في ظرف أسبوع، بعد وقفة يوم الثلاثاء المنصرم، تأتي للرد على تجاهل إدارة الشركة والسلطات لمطالبهم المتمثلة في ضرورة عقد اجتماع مع صاحب المشروع ميلود الشعبي وتحديد آجال مكتوبة لتسليم شققهم، فيما يطالب البعض منهم بالحصول على تعويض عن التأخير. وأضاف البشيري أن المتضررين قرروا تنظيم وقفة احتجاجية ستعرف مشاركة جميع المستفيدين، مباشرة بعد عيد الفطر أمام مقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى لإثارة انتباه السلطات والمسؤولين للوضعية المزرية التي أصبح يتخبط فيها العديد منهم، وكذا لغياب أي محاور جدي سواء لدى إدارة الشركة أو لدى مسؤولي السلطات المحلية، التي وعدت بالتدخل لحل المشكل، قبل أن تتراجع وترفض الاجتماع مع ممثلين عن المتضررين. وكان المحتجون قد راسلوا في 10 فبراير من السنة الجارية كلا من عامل مقاطعات سيدي البرنوصي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الشعبي للإسكان والمدير العام للشركة من أجل تحديد آجال للتسليم، لكن اللقاءات التي عقدت منذ ذلك التاريخ بين ممثلين عن السكان وإدارة الشركة لم تفض إلى أي نتيجة، «بل اكتفى مدير المشروع بشرح المشاكل التي يعرفها المشروع والوضعية الاقتصادية والمالية الدولية»، يقول المتضررون، مما دفعهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر «يينا هولدينغ» يوم 18 فبراير الماضي. وأرجع مصدر من السكان أسباب تأخر «الشعبي للإسكان» في تسليم الشقق للمستفيدين إلى رفض الشركة أداء مستحقات شركة «ليديك»، مما أخر ربط المشروع بشبكة الصرف الصحي والماء والكهرباء. كما أن أشغال البناء لم تنته بعد في بعض العمارات.