لم تعد الطريق الإقليمية الرابطة بين مدينتي ابن سليمان والكارة، عبر منطقتي ثلاثاء الزيايدة ومليلة، صالحة للاستعمال من طرف السائقين، بعد أن تحولت كل أجزائها إلى حُفَر وهضاب من «الزفت» وتدهورت وانجرفت معظمُ قناطرها. وبات مفروضا على السائقين صرفُ مدخراتهم من أجل إصلاح الأعطاب المتكررة لسياراتهم وحافلاتهم وشاحناتهم. وقد عاينت «المساء» وضع الطريق التي خضعت قبل سنوات لإصلاحات عشوائية، حيث اتضح أن المشرفين على الإصلاحات والترميمات كانوا يغشُّون في المواد الأولية، وأنهم لم يحترموا دفاتر التحملات الخاصة بها. وقال مدير التجهيز في ابن سليمان، في تصريح ل«المساء»، إن جزءا من الطريق ما بين مشروع صخور ابن سليمان وقنطرة ثلاثاء الزيايدة، سيعرف إصلاحات جذرية في أفق شهر أكتوبر وإنه تم تخصيص غلاف مالي قدره 17974000 درهم، لإصلاحها على مدى 14 شهرا. وأضاف أن صاحب مشروع صخور ابن سليمان وعد بالتكفل بإصلاح مدخل المدينة الذي خربته شاحناته، وأن الجزء الثاني من الطريق الرابط بين القنطرة ومدينة الكارة هو في طور الدراسة وأن الطريق ستُنجَز على عرض حُدِّد في ستة أمتار وعلى طول 38 كلم. وقد خلَّف تدهور الطريق استياء كبيرا لدى السكان، وخصوصا مدخل المدينة على طول نفس الطريق رقم 3321، الذي أتلفته شاحنات وجرارات المشروع السكني «صخور ابن سليمان»، الذي يعود لتوفيق البصري، نجل الوزير السابق الراحل إدريس البصري، وأصبحت الطريق مقطوعة على طول حوالي ثلاثة كيلومترات في وجه السائقين من أبناء وبنات تلك المناطق القروية، وخصوصا أصحاب سيارات الأجرة والموظفين والفلاحين. وعلمت «المساء» أن صاحب المشروع وعد بإصلاح الطريق بعد الانتهاء من إنجاز مشروعه الضخم. وسبق لصاحب المشروع أن تلقى الضوء الأخضر من بلدية وعمالة ابن سليمان من أجل الحفر في حي الفلين الذين لم تتسلمه بعد البلدية، ومازال ملفه عالقا، بسبب ما خلّفتْه الشركة من نقص وغش في البنية التحتية. وقد تمكنت الشركة المكلفة بمشروع «صخور ابن سليمان» من استئناف عملية الحفر بالجرافات، ضدا على رغبة سكان الحي، انطلاقا من التجزئة السياحية وعلى طول الشارع الرئيسي للحي (60 سنتيما عرضا على ارتفاع 1.5 متر) إلى حدود مقر سكن عامل الإقليم، تحت ذريعة تمرير أنابيب المياه الشروب إلى الحي المنتظَر إنجازُه على مساحة 120 هكتارا.