طالب علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية المنحلة، بالتحقيق في التصريحات التي أدلى بها مؤخرا عميل الاستخبارات الجزائرية كريم مولاي، باعتبارها تُشكِّل إخبارا بوقائعَ إجرامية. وجاء هذا التصريح في خطبة مطولة ألقاها علي بلحاج يوم الجمعة الماضي في مسجد «الوفاء بالعهد» في حي القبة في الجزائر العاصمة، بعد أداء صلاة الجمعة. وقال نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، خلال هذه الخطبة، إن ما صرّح به عميل الاستخبارات الجزائرية كريم مولاي يعد في عُرف القانون، إخبارا بوقائعَ إجراميةٍ تتطلب التحقيق، مطالبا النيابة العامة بأن تتحرك من أجل تحريك المتابعات القضائية من أجل التأكد من صدقية الأقوال التي أدلى بها، خاصة وأنها تورط السلطات الجزائرية ومسؤوليها في ملفات شائكة، مثل تورط الجزائر في تفجيرات فندق «أطلس أسني» في مراكش عام 1994، على سبيل المثال. وعبَّر بلحاج عن استنكاره كونَ «الأجهزة الأمنية ينحصر دورها في المسلمين بينما تتغافل عن الجرائم التي تُرتكَب يوميا، إذ حجم القتلى في هذه الجرائم وحوادث السيارات وتهاون المستشفيات يفوق بأضعاف مضاعفة ما تسفر عنه المواجهات المسلحة مع الأجهزة الأمنية». وكان عميل الاستخبارات الجزائرية، كريم مولاي، قد كشف، مؤخرا، في حوار مع إحدى الصحف، عن حقائق جديدة بشأن تفجيرات «أطلس أسني»، التي تورَّط فيها مواطنون جزائريون، وقال إن الاستخبارات الجزائرية هي من خططت ونفذت تلك التفجيرات التي راح ضحيتَها اثنان من السياح الأجانب، واتخذ المغرب بعد ذلك قرارا بفرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين الراغبين في دخول المغرب، فقامت الجزائر بفرض التأشيرة على المغاربة وأُغلِقت الحدود مع المغرب. كما كشف عميل الاستخبارات الجزائرية، الذي عمل لديها لمدة تقارب 13 عاما، عن عمليات القتل والتقتيل التي كانت تُنفِّذها المخابرات الجزائرية نفسُها في حق المواطنين والحركات الإسلامية وقال إن المخابرات العسكرية الجزائرية هي «من كانت مصدرَ الإرهاب الأول». ومن جهة أخرى، انتقد المسؤول القيادي في جبهة الإنقاذ الإسلامية، التي كانت قد فازت في انتخابات 1991 التشريعية وانقلب عليها العسكر الجزائري الذي قام بإلغاء تلك النتائج وحلّ الجبهة، ما يقوم به رئيس الدولة، بوتفليقة، أثناء جلسات الاستماع التي يعقدها مع بعض الوزراء في شهر رمضان، مشيرا إلى «أن ما يصدر عن الرئاسة بشأن تلك الجلسات المخالفة للواقع، و«كأن الرئيس يعيش في المريخ»، فهو يجهل الواقع تماما أو يُقدِّم إليه على غير حقيقته من الوزراء الكذبة وطالب نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ رئيسَ الدولة بأن يسمح له بالتجول معه في بعض أزقة أحياء العاصمة ليرى حجم الكارثة بعينيه.