أعرب المبعوث الأممي في نزاع الصحراء، الأمريكي كريستوفر روس، عن عدم تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل لهذه المشكلة المستمرة منذ نحو أربعة عقود، بسبب عدم وجود الإرادة السياسية لدى طرفي هذا النزاع، حسب قوله في الرسالة التي وجهها إلى البلدان الخمسة التي تتابع ملف الصحراء، وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا، وطلب روس من هذه البلدان ومن الأممالمتحدة توفير دعم خاص لدفع الجانبين إلى الدخول في مناقشات يكون من شأنها أن تضع حدا للنزاع. رسالة المبعوث الأممي، التي هي بمثابة شكوى بعد 19 شهرا على تعيينه في منصبه خلفا للهولندي بيتر فان والسوم الذي قدم استقالته، مؤشر خطير على المهمة الصعبة للمبعوث الأممي في نزاع الصحراء، منذ أن تسلمت الأممالمتحدة هذا الملف بطلب من المغرب في بداية التسعينيات من القرن الماضي، لأن الجزء الأكبر من هذه المهمة الصعبة هو محاولة الجمع بين النقيضين في غياب فاعل استراتيجي مهم في المنطقة ظل يمسك، طيلة عقود، بخيوط اللعبة من خلف الستارة، ولذلك كان من الطبيعي أن يطلب روس من الجزائر لعب دور أكبر، لكن المشكلة هي في تعريف هذا «الدور الأكبر» الذي ظل الجميع ينادي به، هل هو تخلي النظام الجزائري عن البوليساريو؟ أم هو تطبيع العلاقة مع المغرب، وفي هذه الحالة سيكون السؤال هو: مقابل ماذا؟ أم هو الدخول طرفا مباشرا في المفاوضات حول الصحراء المغربية؟ أيا ما كانت الإجابة، فإن منطق رسالة روس هو أن الكرة توجد في الملعب الجزائري، وأن جبهة البوليساريو لا تعبر عن حقيقة الصراع في المنطقة بقدر ما هي الأداة المستخدمة فيه.