بدا المسؤولون عن مخيم الشباب بكل من محطة السعيدية وتغازوت بأكادير متحمسين لإنجاح أول تجربة لمخيمات الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و30 سنة، خاصة في ظل الانتقادات التي وجهت لهذه التجربة من طرف بعض الجمعيات، التي رأت أن اقتطاع بعض المقاعد من الحصة الوطنية للتخييم سيكون له تأثير على عدد الأطفال المستفيدين، غير أن القائمين على هذه التجربة برروا الأمر بأنها ستكون تجربة خاصة وأنها اقتطعت 200 مقعد فقط، وأن قرار استمرارها رهين بنجاحها من عدمه، فقرروا خوض تحدي إنجاح هذه التجربة الأولى من نوعها في المغرب. إخراج الشباب من حالة الإهمال عندما افتتح وزير الشبيبة والرياضة أول تجربة لمخيمات الشباب بمدينة السعيدية، أصدرت الوزارة بلاغا تؤكد فيه أن هذا المخيم يعد محطة أساسية ضمن استراتيجية وزارة الشباب والرياضة الرامية إلى توسيع الاستفادة من أنشطة العطل والتخييم لتشمل فئة واسعة من الشباب، من خلال تنويع عروض السفر والترفيه التي تقترحها لفائدتهم بأثمنة رمزية، لتشجيعهم أكثر على السفر واكتشاف مختلف مناطق المغرب. ويرى بعض المسؤولين عن المخيم أن هذه التجربة جاءت بعد أن كشفت العديد من التقارير أن الفئة العمرية، التي تتراوح بين 18 و30 سنة، غير مستهدفة من طرف أية وزارة من أجل توفير هذه الخدمة التي تتعلق بالسفر والتخييم، فكانت مبادرة الوزارة إلى سد هذا الخصاص الحاصل والخروج من حالة الروتين الذي دأبت عليه المخيمات الصيفية, التي تتوجه منذ عقود لفئة أقل من 18 سنة فقط. الشباك الوحيد ومعايير الشفافية من خلال التعاقد الذي قامت به الوزارة مع إحدى شركات النقل المعروفة على المستوى الوطني يمكن للشاب أن يقتني تذكرة الاستفادة من فترة للتخييم بمبلغ حددته الوزارة في 990 درهما كتعريفة موحدة يمكن أن يقضي بها الشاب مدة عشرة أيام في إحدى مناطق المغرب التي يتوفر فيها مخيم تابع للوزارة، كما أن هذه التجربة فتحت أعين المسؤولين عنها على العديد من المصطافات التي يجب استعادتها من جديد وبعث الحياة فيها والتي تتلاءم والمخيمات الموجهة للشباب. يقول أحد المسؤولين إن اعتماد شبابيك هذه الشركة في كل مدن المغرب من أجل شراء تذكرة الاستفادة من هذا النوع من المخيمات من شأنه أن يضمن قدرا كبيرا من الشفافية في ضمان استفادة الشباب، دون أي تدخل من الإدارة، الأمر الذي قد يستتبع بعض التأويلات أو قد يفتح الباب أمام استغلال النفوذ من أجل استفادة البعض دون الآخر. من السعيدية إلى تغازوت بعد محطة السعيدية التي كانت على مرحلتين، استفاد في المرحلة الأولى 350 شابا، في حين استفاد 430 شابا وشابة في المرحلة الثانية، جاءت مرحلة تغازوت بأكادير والتي بلغ عدد المستفيدين منها 185 شابا وشابة، رغم أن الطاقة الاستيعابية لهذا المخيم تم تجاوزها نظرا للإقبال الكبير الذي لقيته التجربة من طرف الشباب الذين وجدوا أن الثمن مناسب جدا، وأن هذا المبلغ لن يمكنهم من زيارة مثل هذه المدن السياحية وقضاء مدة عشرة أيام بها. ويأمل المنظمون أن يعمموا التجربة في السنة المقبلة على العديد من المحطات بعد إجراء تقييم دقيق لهذه التجربة من أجل الوقوف على أهم الثغرات. انضباط الشباب.. التحدي الأصعب من التحديات التي تكتنف هذا النوع من المخيمات، حسب منظميه، هو مواجهة الشباب بشكل إيجابي يجعل الشاب ينخرط داخل المجموعة ويحترم الآخرين، خاصة وأن المخيم يضم فتيات أيضا، الأمر الذي يزيد من مسؤولية المؤطرين الذي يتولون الإشراف على المخيم، بحيث تم تقسيم المخيم إلى مجموعات تتكون من ستة أفراد يشرف عليها مؤطر وتتخذ الخيمة مقرا لها. وفي محاولة لمحاصرة أي انحراف قد يحدث، يشدد المنظمون على ضرورة احترام القانون الداخلي للمخيم وفي حالة أدنى مخالفة يتم طرد مرتكب المخالفة من المخيم وحرمانه من الاستفادة دون تعويضه, وقد سجل المنظمون عملية طرد خمسة شبان من مخيم السعيدية بعدما خالفوا النظام الأساسي وارتكبوا مجموعة من المخالفات التي تؤثر على السير العادي للمخيم. تجربة تصل إلى البرلمان الدانماركي في إطار التحضير لعقد مجموعة من الشراكات مع بعض الفعاليات الجمعوية الأجنبية، زارت مخيم الشباب بتغازوت برلمانية دانماركية من أصل مغربي، وبعد اطلاعها على التجربة رفقة أبنائها، قرر أحدهم المكوث مع الشباب بعد أن أعجب بالأجواء التي يعيشها الشباب داخل المخيم، كما أن البرلمانية عبرت هي الأخرى عن إعجابها بالتجربة وقررت خوض تجربة تبادل التخييم بين الشباب المغربي والدانماركي، كما أن فتاة من أبناء المهاجرين بإيطاليا كانت من بين المستفيدين من المخيم وكانت بصدد مدارسة العديد من مشاريع الشراكة مع الشبان وعبرت عن رغبتها في العمل والتأسيس لمبادرات في العمل الجمعوي والاجتماعي، مما حول المخيم إلى فضاء للتواصل بين الشباب من مختلف المشارب. طموحات مؤجلة إلى حين يرى القائمون على هذه التجربة أن الهدف من هذا المخيم الموجه أساسا إلى الشباب هو محاصرة العديد من الظواهر السلبية التي يعج بها المجتمع المغربي، خاصة في صفوف الشباب، وأكدوا أن المخيم يخلق فضاء مميزا لتبادل تجارب الحياة بين الشباب، مما يزكي ثقافة التنافس من أجل الأفضل، غير أن بلوغ هذه الأهداف مازال يصطدم، حسب المنظمين، بتجديد المضامين المقدمة داخل المخيمات والتي من شأنها أن تفجر العديد من الطاقات وتكشف عن المواهب وتجعل الشباب أكثر جدية وتنمي فيهم روح المسؤولية. وقد أكد العديد من الشباب أن المخيم وفر لهم فضاء للقراءة وممارسة هواياتهم الموسيقية، حيث قاموا، اعتمادا على إمكانياتهم الذاتية، بتنشيط فقرات المخيم طيلة العشرة أيام التي قضوها في المخيم.