وجدت سلطات الاحتلال الإسباني في مليلية نفسها في مأزق حقيقي، بعد أن أصبح سكان المدينة مهددين بمجاعة حقيقية نتيجة الحصار المضروب على شاحنات الخضر والفواكه والسمك ومختلف المواد الغذائية عند المعبر الحدودي بني أنصار. وأكدت مصادر مغربية في مدينة مليلية ل«المساء» أن المدينة عاشت يوما لا سابق له، بسبب نقص مواد التموين والتغذية، بعد منع الشاحنات من طرف اللجنة الوطنية لاستعادة سبتة ومليلة ومليلية وائتلاف المجتمع المدني في شمال المغرب من دخولها. وأكدت مصادرنا أن أسواق مليلية كانت، أول أمس، بمثابة أسواق للأشباح، بسبب فقدان السمك والخضر والفواكه، فيما أغلقت ثلث المحلات الغذائية ومحلات بيع السمك في سوق المدينة أبوابَها، بسبب النقص الشديد في التموين، فيما لم تفتح أبوابَها سوى بعض المحلات التي كانت تتوفر على كميات من السمك المجمَّد. وحسب مصادر من اللجنة الوطنية لاستعادة سبتة ومليلة والجزر، فإن الحصار سيدوم طيلة الشهر، كما سيشمل المنع شاحنات لبيع مواد البناء والإسمنت، التي تعتزم دخول مدينة مليلية. ورغم الاتصال الهاتفي الذي أجراه العاهل الإسباني مع الملك محمد السادس، من أجل احتواء الأزمة وترطيب الأجواء، فإن المعابر الحدودية مع مدينة مليلية ما زالت تعرف احتجاجات الجمعيات الحقوقية على ممارسات الشرطة الإسبانية التي تصفها ب«العنصرية»، فيما تم تعليق صور لعناصر الشرطة الإسبانية والتي، حسب المنظمين، يقومون بممارسات «عنصرية» ضد المواطنين المغاربة، في المعبَر ذاته تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان. من جهة أخرى، وجه مانويل شافيس، النائب الثالث لرئيس الحكومة الإسبانية، تحذيرا شديدَ اللهجة لخوان خوسي إيبمرودا، رئيس بلدية مليلية، نبَّههُ فيه إلى أن «الحكومة الإسبانية تعرف كيف تحافظ على علاقاتها الممتازة مع المغرب». وجاء تحذير مانويل شافيس لرئيس مدينة مليلية، المنتمي إلى الحزب الشعبي المحافظ، خلال ندوة صحافية تمَّ عقدُها في منطقة «فينتيدورا» في مدريد، حيث رد فيها على ما ذكره إيمبرودا في تصريح للقناة الإذاعية «راديو سير» يضغط فيه على الحكومة الإسبانية، وأن المغرب يُضخِّم الأحداث التي تقع في المعبر الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية والناضور، مثلما أفاد في حوار صحافي مع يومية «الباييس»، نُشِر يوم أمس، بأن «المغرب يرمي الحجر فوق رأسه»، مضيفا أنه «حتى لو استمر الحصار فإن مليلية ستستورد السمك من إسبانيا».