أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «طاقة» الإماراتية عبد الله النعيمي بداية الأسبوع الجاري أن شركة الجرف الأصفر للطاقة «جليك» المملوكة كليا للمجموعة الإماراتية ستبدأ قريباً في أعمال توسعة محطة الجرف الأصفر لإنتاج الطاقة الكهربائية، بعد أن توصلت مع الحكومة المغربية إلى اتفاق حول المقاول الذي سيقوم بأعمال التوسعة، ويتعلق الأمر بإدخال وحدتين جديدتين (الشطر 5 و6 من المركز الحراري). ويندرج مشروع التوسعة الذي تم بعد استكمال الدراسات المطلوبة واستشارة الساكنة المحلية حول تفاصيل المشروع في يوليوز المنصرم، ضمن المخطط الوطني للأنشطة ذات الأولوية (2008-2012) الذي وضعته الحكومة المغربية، والذي يكفل تأمين الإمداد بالطاقة، ويشمل عدة مشاريع متوسطة المدى تستهدف الاقتصاد في الطاقة وترشيد استهلاكها وتحسين المعروض منها. وستنضاف الوحدتان، اللتان ستنتجان قرابة 700 ميغاواط (350 ميغاواط لكل وحدة)، إلى 4 وحدات قائمة تصل قدرتها الإجمالية إلى 1300 ميكاواط وتلبي أكثر من 50 في المائة من الطلب على الكهرباء داخل المغرب، وهو الطلب الذي يواصل منحناه التصاعدي بحيث سجل نموا يتراوح بين 7 إلى 8 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ولهذا يتم إعطاء الأولوية لتعزيز القدرات الإنتاجية لتلبية الاستهلاك المتزايد للطاقة الكهربائية. وستتم عملية التوسعة في منطقة صناعية يعول عليها المغرب كثيرا لتصبح أرضية عالمية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في عدد من القطاعات الصناعية خصوصا المتعلقة بالفوسفاط، وحسب دراسات التأثير على البيئة التي أنجزتها شركة «جليك» في شهر ماي المنصرم، فإنه سيتم استخدام البنية التحتية التي يتوفر عليها المركز الحراري حاليا والمتمثل في مستودع الفحم ومستودع تخزين المحروقات وقناة الصرف ومستودع تخزين الرماد، وكل ذلك للإبقاء على تأثيرات التوسعة في أدنى مستوى ممكن على الوسط البيئي. وستكون الوحدتان مستقلتين بشكل كامل عن بعضهما البعض من الناحيتين الميكانيكية والكهربائية، وذلك بهدف تفادي عيوب المنشآت المشتركة التي قد تؤدي إلى إيقاف إحدى الوحدتين أو هما معا، غير أن غالبية المنشآت المساعدة ستظل مشتركة بين جميع الوحدات. وقد اختير الموقع الحالي للمشروع لعدة أسباب أبرزها وجودها في أرض تابعة لشركة الجرف الأصفر للطاقة وهي أرض مهيأة للاستخدامات الصناعية، وأيضا التقليل من آثار المشروع على المناطق المأهولة بالسكان في المناطق المجاورة، فضلا عن وجود خطوط التوزيع والنقل وتوفر نقاط قريبة للتزويد بالماء (المحيط الأطلسي) وبالمحروقات (الميناء وخط السكك الحديدية)... وقد اختير الفحم كوقود للمحطة الحرارية بحيث صممت وشيدت لحرق الفحم في جميع الوحدات الست. وللإشارة، فقد تم تشغيل الشطرين الأولين 1 و2 خلال الفترة ما بين متم عام 1994 ومطلع عام 1995، فيما تم تشغيل الشطرين 3 و4 خلال سنة 2000. ويتمثل الهدف الرئيس للمشروع برمته في إعطاء دفعة جديدة لقطاع صناعات الطاقة في المغرب وتعزيز دينامية جهة عبدة دكالة وجاذبيتها و قدرتها التنافسية، وسيشكل المركب الجديد للجرف الأصفر أول منطقة صناعية موجهة للصناعات الثقيلة وستستهدف قطاعات الطاقة والصناعة المعدنية والمواد الكيماوية وشبه الكيماوية.