وجه المنتدى الاجتماعي المغاربي، الذي سينعقد بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة أيام 25، 26 و27 يوليوز الجاري، الدعوة إلى الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري «الأبرتايد»، نيلسون مانديلا، لحضور حفل افتتاح أول منتدى اجتماعي مغاربي لمناهضة العولمة بشمال إفريقيا، وفي تصريح ل«المساء» قال كمال لحبيب، عضو لجنة متابعة المنتدى الاجتماعي المغاربي: «بالفعل لقد تم توجيه الدعوة إلى نيلسون مانديلا لحضور أول منتدى اجتماعي مغاربي وقد تسلم الدعوة»، وبخصوص تأكيد حضور مانديلا من عدمه قال لحبيب: «لم نتوصل بأي رفض للدعوة، واحتمال حضوره ما زال قائما، ويمكن أن يقرر الحضور في اللحظة الأخيرة حسب ظروفه الصحية». وفي حالة حضوره إلى المغرب من المتوقع أن يلقي، أشهر مناهضي «الأبرتايد» وصاحب جائزة نوبل للسلام لسنة 1993، وسفير النوايا الحسنة منذ سنة 2005، كلمة افتتاح أول منتدى اجتماعي مغاربي مناهض للعولمة أمام أكثر من 1500 مشارك في المنتدى من الدول المغاربية، والذي اختار شعار «مغرب الشعوب»، في ما يشبه إعادة بناء للوحدة المغاربية، من طرف أبناء الجزائر وتونس وليبيا والمغرب، بعد فشل زعماء البلدان في تحقيقها، كما صرحت مصادر من اللجنة المنظمة. وتصادف دعوة نيلسون مانديلا لزيارة المغرب الاحتفالية العالمية بعيد ميلاد نيلسون مانديلا التسعين، التي انطلقت منذ شهور بالعديد من الدول، بعد الحفل الكبير الذي حضره أكبر مناهض للعنصرية في العالم منذ أسابيع قليلة بساحة «هايد بارك» بلندن، والذي حضره أكثر من 50 ألف شخص وفي مقدمتهم شخصيات مشهورة عالميا أمثال الرئيس الأمريكي السابق «بيل كلينتون» ورئيس الوزراء البريطاني «غوردون براون» والممثل «روبرت دي نيرو» والإعلامية الأمريكية «أوبرا وينفري» والممثل الأمريكي «ويل سميث»، كما أنه يأتي أشهرا قليلة بعد أن قرر الكونغرس الأمريكي محو اسم مانديلا من خانة «الإرهابيين»، وفي هذا الصدد قال كمال لحبيب إن «دعوة نيلسون مانديلا تأتي لاعتبارات متعددة، على رأسها أن هذا الشخص هو من أكبر رموز مناهضة العنصرية في العالم، وواحد من أكبر دعاة السلام في العالم أيضا». وبالإضافة إلى نيلسون مانديلا سيعرف المنتدى مشاركة أحد أكبر مؤسسي المنتدى الاجتماعي العالمي وأشهر مناهضي العولمة، البرازيلي «تشيكو واتاكير»، بالإضافة إلى مستشار الرئيس البرازيلي السابق «كنديدو»، كما سيتميز المنتدى بحضور بعض المشاركين من الموقعين على نداء طنجة من أجل الوحدة المغاربية ممن لا زالوا على قيد الحياة لسنة 1958، وعلى رأسهم الجزائري عبد الحميد مهري. من جهة أخرى، صرحت مصادر من اللجنة التنظيمية للمنتدى بأن «السلطات المغربية لم ترفض تنظيم المنتدى الاجتماعي المغاربي بالمغرب وأنه إلى حدود الآن كل الأمور تسير على مايرام»، وقد اضطر المنظمون المغاربة إلى الانتظار لأكثر من سنتين بعد أول لقاء تحضيري لهذا المنتدى ببوزنيقة، والذي تقرر آنذاك أن يتم تنظيمه بموريتانيا في ماي 2007، قبل أن تمنع السلطات الموريتانية تنظيمه، ليتقرر في النهاية تنظيمه في المغرب، الذي سبق أن رفض تنظيم المنتدى الاجتماعي العالمي المناهض للعولمة. وكشفت مصادر من المنتدى أنه «لن يتم إقصاء أي من الحركات الاجتماعية المغاربية من المشاركة»، وأضافت نفس المصادر بخصوص موضوع مشاركة الصحراويين، الذي كان يثير دائما المشاكل بين الحركات الاجتماعية في الجزائر ونظيرتها المغربية وبين السلطات المغربية والجزائرية، أن «المنتدى الاجتماعي ليس فضاء لحل النزاعات بين الدول وأنه فضاء حر للنقاش وملك لكل الحركات الاجتماعية»، وفي هذا الصدد قال بعض المنظمين إن «الصحراويين سيشاركون في المنتدى باعتبارهم جمعيات وهيئات مجتمع مدني، لأن المنتدى ليس تمثيلية لأي طرف سياسي ولا يمكن أن تحضره لا الأحزاب السياسية ولا ممثلو الدول، وليس مكانا لفض النزاعات السياسية أو المسلحة». من جانبه، قال كمال لحبيب إنه «سيتم طرح نقاش حرية التنقل في المنطقة المغاربية بلا حدود ولا تأشيرات وكذلك مواضيع الهجرة والبطالة في البلدان المغاربية»، وكشف لحبيب أنه «خلال أيام المنتدى سيتم المصادقة على ميثاق الشعوب المغاربية، كما ستتم وضع هيكلة شبه تنظيمية بسيطة وغير بيروقراطية»، واتفق العديد من أعضاء لجنة المتابعة المغربية على أن «المهم في الدورة الأولى للمنتدى هو أنه سيمر من مسلسل التحضير إلى التأسيسي»، حيث ستمثل مختلف الدول المغاربية ب 30 إلى 40 فردا، طيلة أيام المنتدى المناهض للعولمة.