حذّرت مصادر طبية، في اتصال مع «المساء»، من النقص الخطير في مخزون الدم في جهة مراكش -تانسيفت -الحوز، وقالت إن ذروة هذا النقص سُجِّلت في فترة متابعة مباريات كأس العالم، طيلة شهر يونيو الماضي. ودقّت هذه المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها، في حديث مع «المساء»، ناقوس الخطر بشدة، بخصوص مستوى النقص الذي وصل إليه المخزون، محددة هذا النقص في 50 في المائة من الكمية المفترَض تخزينها في مركز تحاقن الدم في مراكش. وتصل هذه الحاجيات في المركز إلى 80 كيسا في اليوم. وأرجع محمد سيف السلام، الدكتور في مستشفى ابن طفيل بمراكش، في اتصال ب«المساء»، هذا النقص الخطير إلى أسباب ثلاثة، تتمثل أولا في فكرة خاطئة لدى البعض، مفادهما أن الدم المتبرَّع به يباع داخل المستشفيات العمومية، وثانيا عزوف الناس عن التبرع بالدم، إضافة إلى ضُعْف الوازع الديني، الذي يُعدُّ المحفِّز الأول للمتبرِّع المحتمَل. ودعا سيف السلام إلى التفكير، بجدية، في سبل رفع عدد المتبرعين، بغية مضاعفة الكميات المتبرَّع بها، للاستجابة للطلب المتزايد. وأضاف سيف السلام أن فصل الصيف ورمضان يعرفان تدنِّياً كبيرا في عدد المتبرعين، في حين يزداد الطلب على الدم في المستشفيات، نظرا إلى ارتفاع حوادث السير في هذا الفصل، مما يطرح تحدّيا حقيقيا أمام الأطر الطبية. واقترح الدكتور المتخصص في سرطان الدم أن يتم التشاور بين جميع الهيئات المسؤولة وبين جمعيات المجتمع المدني، للتفكير في حل هذا المشكل. قبل تفاقمه بشدة أكبر، خاصة وأن المركز الجامعي محمد السادس في مراكش سيشهد انطلاق العمل في ثاني مركز في المغرب، يستقبل مرضى «اللوخيميا»، كما سيعرف البدء في عمليات زراعة النخاع العظمي، وهذه التخصصات تحتاج إلى كميات كبيرة من الدم. وأشاد المتحدث بالمتبرعين وبالجمعيات المنظِّمة لحملات التبرع. في سياق متصل، تبرع مائتان وسبع وثلاثون (237) شخصا بدمائهم أثناء الحملة الواحدة والعشرين التي نظمتها جمعية «الإخلاص» للتكافل الاجتماعي في مدينة قلعة السراغنة، نهاية الشهر الماضي، بتنسيق مع مندوبية الصحة وبشراكة مع المركز الجهوي لتحاقن الدم في مراكش. وتمكنت الجمعية بحملاتها المنتظِمة من احتلال المرتبة الأولى بين جمعيات الجهة. ويتبرع كل مواطن عمره أكثر من 18 سنة وأقل من ستين، بعد الاستشارة الطبية، ب400 مليمتر من الدم، أي ما يعادل سبعة (7) في المائة من الكتلة الدموية في الجسم البشري.