توقع مدير الإنتاج في مجموعة «كوزيمار» خالد بنشقرون أن يرتفع استهلاك المغاربة لمادة السكر خلال شهر رمضان بنسبة 20 في المائة مقارنة باستهلاك باقي أشهر السنة، وسيصل حجم الاستهلاك في ذلك الشهر إلى 120 ألف طن مقابل 100 ألف طن في باقي الأشهر. وشدد بنشقرون في تصريح ل«المساء» على أن كوزيمار اتخذت كافة الإجراءات فيما يخص تخزين السكر لتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الأساسية خلال شهر رمضان، حيث تستورد الشركة شهريا من البرازيل 70 ألف طن من مادة السكر الخام التي تتم معالجتها في مصنع الدارالبيضاء، فضلا عن الإنتاج المحلي من مادتي الشمندر وقصب السكر. وحول شكاوى بعض التجار من أنهم يشترون ثمن علبة السكر التي تزن كيلوغراما واحدا بأكثر من ثمنها المحدد قانونيا، قال مدير الإنتاج إن كوزيمار تحترم السعر المحدد عند خروج السكر على اختلاف أشكاله من المصنع، ولكنها لا تتحكم في باقي سلسلة التوزيع، مشيرا إلى أن الثمن المحدد قانونيا يأخذ بعين الاعتبار نفقات النقل التي يتحملها الموزعون لإيصال السكر إلى مناطق نائية. من جهة أخرى، صرح بنشقرون أن موسم جني الشمندر وقصب السكر قد انتهى الأسبوع الماضي، وكانت آخر المناطق السقوية التي انتهى فيها الموسم هي منطقتا ملوية وتادلة، وكان موسم الحصاد قد انطلق في مارس المنصرم. وبلغ إجمالي ما عالجته مصانع كوزيمار من مادتي قصب السكر والشمندر 3 ملايين و250 ألف طن مقابل 3 ملايين و390 ألف طن، أي بنقص في الإنتاج قدره 4 في المائة، وقد تم جني 650 ألف طن من قصب السكر بتراجع نسبته 5 في المائة مقارنة بالموسم الفارط، وذلك بفعل الفيضانات التي ضربت منطقة الغرب واللوكوس خلال شهري يناير وفبراير، وأدت إلى خسارة الإنتاج في 7000 هكتار في المنطقتين معا، ويمكن استخراج نحو 68 ألف طن من السكر من قصب السكر الذي تم جنيه. فيما ناهزت الكمية المعالجة من الشمندر 2,6 مليون طن يستخرج منها 400 ألف طن من السكر، وقد تراجع الإنتاج بنسبة 11 في المائة مقارنة بالموسم الفارط. وبهذا التراجع في المحصول تتراجع نسبة تغطية الإنتاج المحلي للحاجيات الداخلية من السكر إلى 40 في المائة، وبالتالي سيستورد المغرب 60 في المائة من حاجياته. هذه الوضعية تعني أن كوزيمار تحقق نتائج عكسية مقارنة بالأهداف المسطرة في العقد البرنامج الموقع سنة 2008 بين الشركة التي تهيمن على القطاع والدولة، حيث تم الالتزام برفع نسبة تغطية الإنتاج الوطني للطلب إلى 55 في المائة. غير أن مدير الإنتاج في كوزيمار يرى أن هذا الرقم ليس هو الأهم لأن التراجع في الإنتاج الزراعي مرده إلى ظروف مناخية طارئة ممثلة في الفيضانات وليس لضعف في قدرات الإنتاج أو التصنيع، وأضاف أن الأهم هو تمكن الشركة من رفع مردودية الهكتار في الأراضي المزروعة بالنباتات السكرية، بحيث انتقل من متوسط 52 طنا في الهكتار قبل 2008 إلى 65 طنا حاليا، ويرجع السبب في تحسن المردودية إلى إدخال المكننة واستعمال بذور مختارة... ويضيف المسؤول أن كوزيمار ماضية في برنامجها الاستثماري بغض النظر عن التقلبات المناخية، مشيرا إلى أن القدرة الصناعية لمعامل الشركة تصل حاليا إلى مليون و400 ألف طن.