ما الذي يحرض المغاربة على الاقتراض من شركات قروض الاستهلاك؟ الرغبة في الاقتراض تكون قوية عندما يمرض أحد أفراد العائلة أو عندما يراد شراء سيارة، وتبدو متوسطة لما يتعلق الأمر بإنجاز أشغال في المنزل أو تجهيزه، بينما تصبح ضعيفة عندما تدعو إلى ذلك الحاجة خلال الأعياد الدينية أو الحفلات العائلية. وهم يلجؤون، بشكل عام، إلى شركات القروض عندما لا يكون ثمة بد من ذلك، أو لمواجهة متطلبات مستجدة أو إنجاز مشتريات مهمة. في البحث الذي أنجزته الجمعية المهنية لشركات التمويل في السنة الفارطة حول قروض الاستهلاك، يتجلى أن القرض الأول يسعى إليه المغاربة من أجل شراء سيارة، ويحصلون على القرض الثاني في سبيل تجهيز المنزل، ويطلبون القرض الثالث من أجل تعليم الأبناء، أما القرض الرابع فيستعمل للوفاء بقرض سابق، إذ يبدو أن 41 في المائة من المغاربة يطلبون القرضين الثالث والرابع من أجل الوفاء بقرض سابق عالق في ذممهم. البحث، الذي شمل عينة مكونة من 500 زبون لدى شركات قروض منضوية تحت لواء الجمعية، توصل إلى أن مستجوبين من بين ثلاثة عبروا عن استعدادهم لرصد ما بين 10 و30 في المائة من مداخيلهم الشهرية الصافية للوفاء بقرض استهلاك، وصرح مستجوب من اثنين أن 30 في المائة أو 2000 درهم هي مقدار ما يتبقى له من دخله الشهري بعد الوفاء بما في ذمته. وحين سؤالهم عن الصعوبات التي يلاقونها في الوفاء بالديون العالقة في ذممهم لشركات قروض الاستهلاك، يصرح أربعة من بين خمسة مستجوبين بأنهم لم يجدوا صعوبة في الوفاء بالقرض الأول، بينما يذهب شخصان من بين ثلاثة حصلوا على قرض رابع إلى أنهم وجدوا صعوبات في رده. والسبب الذي يساق من أجل تبرير تلك الصعوبة يتمثل في المديونية المفرطة. وكانت دراسة أنجزها بنك المغرب والجمعية المهنية لشركات التمويل خلصت إلى أن قروض الاستهلاك تستهوي أكثر ذوي المداخيل التي تقل عن 4000 درهم، ويتركز الاقتراض في الفئات العمرية المتراوحة بين 31 و49 عاما، ويمثل الموظفون والأجراء 93 في المائة من الحاصلين على قروض الاستهلاك، ويشكل الصناع التقليديون 3 في المائة منهم، والمتقاعدون 2 في المائة، وأصحاب المهن الحرة 2 في المائة.