يستمر التحقيق في محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء مع الشاب عبد الله (36 سنة)، الذي نفذ، في نهاية الأسبوع المنصرم، هجوما ناريا بواسطة بندقية «خْماسية» على أفراد أسرته المكونة من أبويه وخمسة أشقاء وأبنائهم، انتهى بإصابة أحد أشقائه برصاصة قاتلة في القلب وجرح والدته في ذراعها الأيمن. وقد تم حجز بندقيته غير المرخَّصة وحوالي 20 خرطوشة.. وقد حُدِّد تاريخ 14 دجنبر المقبل كموعد لإعادة الاستماع إلى باقي الأسرة التي عاشت الفاجعة، وخصوصا شقيقه عبد الرحيم، الذي اعتُقل رفقته لمدة ثلاثة أيام، وتم الإفراج عنه، بعد أن اعترف القاتل بتفاصيل جريمته. وعلمت «المساء»، من أم القاتل وأحد أشقائه، أثناء زيارتها أول أمس الأربعاء مقر سكن الأسرة في دوار «لغزاوة» في الجماعة القروية التابعة لإقليم ابن سليمان، أن القاتل كان يطالب أباه واحد أشقائه بدَين حدده في 2000 درهم، مقابل عمل (بْريكول) قام به داخل المنزل الذي مازالت أشغال البناء جارية داخله. فيما يصر شقيقه المشرف على المشروع أن مبلغ الدَّين لا يتعدى 500 درهم، وهو ما أثار غضب واستياء القاتل الذي ازداد غيظا حين أتى إلى المنزل ووجد شقيقا له يتم عمل البناء بدله، حيث أتلف مواد البناء (المْرطوبْ)، وخرج مسرعا في اتجاه منزله على بعد حوالي 500 متر، حيث ارتدى جلبابا دس تحته بندقية وكيسا به عدة خراطيش وضعه في «قب» الجلباب وقصد منزل الأسرة. وقال شقيقه «عبد الرحيم»، الذي تسلم مهمة إتمام البناء بدلا منه، إنه سمع صراخ شقيقه «الجيلالي»، وهو ينبهه من خارج المنزل بقدوم شقيقه عبد الله مسلَّحا، وكان حينها منكبا على عمله. فنادى بقية أفراد الأسرة المتواجدين حينها في المنزل، ليتم إخلاء الأطفال وانتظار ما سيفرزه هجوم الشقيق المسلَّح، الذي كان قد قتل شقيقه مباشرة بعد تنبيه الأخير بقية أفراد الأسرة... وأضاف «عبد الرحيم» أن القاتل تسلل إلى المنزل من سطحه، مستعملا سلما خشبيا، وأنه حين وطأت رجلاه فناءَ المنزل، ارتمى على بندقية أخيه المهاجم وساعده شقيقه وأبواه، وقد تمكن القاتل من إطلاق رصاصة ثانية أصابت شظاياها ذراعه وذراع أمه، وتمت السيطرة عليه وتجريده من السلاح وتكبيله. وانطلق أحد أشقائه في طريقه إلى مركز الدرك الملكي في ابن سليمان، للتبليغ عن الجريمة. وكاد القاتل أن يفر في اتجاه المجهول، بعد أن دخل أحد أشقائه المنزل في غفلة منهم وفك رباطه، حيث فر القاتل ممتطيا سيارة أجرة، لكن عناصر الدرك الملكي تمكنوا من إيقافه... وقد أربك الهجوم المسلَّح الذي نفذه القاتل نفسيةَ أطفال أشقائه، وعلمت «المساء» أن طفلة في الثالثة من عمرها أصبحت جد مضطربة نفسيا، بعد معاينتها تفاصيل الجريمة، وتحولت كل أحلامها إلى كوابيس تجعلها تقوم مرات عديدة أثناء نومها، مرعوبة وهي تصرخ... كما أن اكتشاف السلاح الناري بحوزة القاتل المتزوج والأب لبنت وولد، جعل العديد يشك في إمكانية ضلوعه في عمليات السطو التي كانت تُرتكب في الجوار، خصوصا أن القاتل عاطل عن العمل.