خاض معطلو منطقة الريف، المنتمون لفروع التنسيق لإقليمي الحسيمة والناظور، بحر الأسبوع المنصرم، مسيرة احتجاجية بمدينة الدريوش، أطلقوا عليها اسم «مسيرة الغضب الشعبي»، للتنديد بالإهمال الذي يطال المذكرة المطلبية الإقليمية، المطالبة بإيقاف كل أشكال الزبونية والرشوة والفساد التي قالوا إنها تنخر جسد المؤسسات الرسمية بالريف. وانطلقت هذه المسيرة من الشارع العام بالقرب من دائرة الدريوش، ومرت من الشارع الرئيسي لتختتم أمام باب العمالة بكلمة ألقاها الكاتب العام للسكرتارية الإقليمية للمعطلين، حيا من خلالها مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، مشيرا إلى أن المعطلين بالريف لن يستسلموا للأمر الواقع، ولن ينخدعوا بشعارات الدولة حول التنمية البشرية طالما أن هذه الشعارات ليست سوى كلمات ترددها الأبواق الرسمية ولا يوجد أي تفعيل حقيقي لها على أرض الواقع، مطالبا، مجددا، بالتفعيل الفوري للوعود الممنوحة للفروع محليا، ومحملا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع المعيشية لهذه الفئة للمؤسسات الرسمية الإقليمية، ومعها كل الجهات المعنية بقضية التشغيل مركزيا. وتعد مسيرة الغضب الشعبي، الأولى من نوعها التي يتم فيها التنسيق بين معطلي الريف ميدانيا، بعد مشاركة السكرتارية الإقليمية للحسيمة في المهرجان الخطابي لفروع الدريوش الذي نظمته بميضار في الثالث من يوينو المنصرم، ومشاركة سكرتارية هذه الأخيرة في المهرجان الخطابي المنظم بالحسيمة في العاشر من شهر يوليوز الجاري، حيث من المنتظر، وفق مصادر مطلعة، أن يتطور هذا التنسيق إلى مستويات أكبر، وذلك لتوسيع شرارة النضال في حال استمرار تجاهل مطالب المعطلين بالمنطقة، خاصة وأن الدولة ومؤسساتها المسؤولة بالريف، حسب المعطلين، لا تتقن لغة أخرى في تعاملها مع مطالب الجمعية سوى لغة القمع والحصار، عوض التفكير بشكل جدي في حلول واقعية وملموسة لقضية البطالة التي يرزح تحت وطأتها عشرات الآلاف من الشباب حاملي الشواهد وغيرهم من حاملي السواعد، على حد تعبيرهم. ودعا الكاتب العام للسكرتارية إلى تشكيل جبهة شعبية بالريف للنضال ضد البطالة والتهميش والإقصاء الاجتماعي، وضد السياسات التي تنهجها الدولة، والتي لا تخدم، في نظره، سوى مصالح الحفنة المسيرة للشأن المحلي وأصحاب النفوذ المادي والسياسي، وكشف في هذا الإطار، عزم المعطلين على إبداع آليات جديدة للنضال، وتفجير احتجاجات غير مسبوقة بالإقليم، تزامنا مع عزم بعض البلديات تنظيم مهرجانات صيفية، حيث أكد أن المعطلين سيحولونها إلى مهرجانات للاحتجاج والتنديد بنهب أموال الشعب وتبذيرها في أمور تافهة، في الوقت الذي تحتاج فيه جماهير المنطقة إلى توفير الشغل والصحة المجانية والبنيات التحتية وغير ذلك، أكثر من حاجتها إلى الميوعة وتسفيه ثقافتها.