تعرض خمسة شبان مغاربة مقيمون في الخارج، حوالي الساعة الواحدة بعد زوال يوم الجمعة الماضي، في مركز «بني نصار»، عند النقطة الحدودية في باب مليلية المحتلة لاعتداء جسدي وإهانة عنصرية من طرف الحرس الأمني الحدودي الإسباني، بعد أن رفض هؤلاء الشبان المغاربة التخلص من الراية الوطنية التي كانوا يحملونها داخل سيارتهم، ذات صفائح بأرقام بلجيكية، والذين كانوا يعتزمون الدخول إلى مليلية السليبة. وتعود تفاصيل الاعتداء العنصري الذي تعرض له الشبان المغاربة الحاملون للجنسية البلجيكية، من بينهم ثلاثة أشقاء، سمير (27 سنة) وياسين (23 سنة) وخالد الشاوني (20 سنة) ومحمد بوتيخي (18 سنة) ويوسف الماحي (19 سنة)، يقيمون في بلجيكا ويتابعون دراستهم في العاصمة بروكسيل ويتحدرون من الناظور، حيث كانوا يقضون عطلتهم الصيفية، بعد أن لاحظ أحد أفراد الحرس الحدودي الإسباني الراية الوطنية منصوبة داخل السيارة فأمر بنزعها، الأمر الذي رفضه الشبان المغاربة، مطالبين بتوضيحات قانونية وتبريرات واقعية ومنطقية لأوامره. ثارت ثائرة عناصر الحرس الحدودي الإسباني وقاموا بنزع العلم الوطني من بين أيدي الشبان المغاربة، آمرين إياهم بمغادرة المكان والعودة من حيث أتوا، رغم توفرهم على جوازت سفر بلجيكية تسمح لهم بالتنقل بكلّ حرية، قبل أن ينهالوا عليهم بالضرب والركل والرفس، مستعملين الهراوات والعصي، نتيجة غضب المغاربة واحتجاجاتهم على التصرف العنصري للعناصر الأمنية الإسبانية وسلوكهم اللاقانوني، كما صبّ المعتدون جام غضبهم على السيارة وألحقوا بها خسائر مادية. وقد نُقِل الشبان الخمسة، في حالة صحية ونفسية حرجة، إلى مستعجلات المستشفى الحسني في الناظور لتلقي الإسعافات الأولية والضرورية. ومباشرة بعد علمه بالحادث، انتقل العاقل بنتهامي، عامل إقليمالناظور، إلى النقطة الحدودية لباب مليلية المحتلة، للاطلاع على ملابسات وظروف الحادث، قبل انتقاله إلى المستشفى للوقوف على الأوضاع الصحية للشبان المغاربة الضحايا، ليجري استقبالهم في مقر عمالة إقليمالناظور، بعد خروجهم من المستشفى، عشية نفس اليوم. ومن جهة أخرى، فتحت الشرطة القضائية، التابعة للأمن الإقليمي للناظور، تحقيقا حول تداعيات هذا الاعتداء واستمعت إلى الشبان المغاربة ضحايا المعتدين الإسبان، حيث حُرِّرت محاضر في النازلة من أجل إتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها دوليا. واستنكر الشبان الضحايا السلوكَ الوحشي والتصرف العنصري للعناصر الأمنية الإسبانية، معبِّرين في الوقت ذاته عن حبّهم لوطنهم ودفاعهم عن كرامتهم وتمسكهم بمغربيتهم. وعبرت المملكة المغربية، في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عن إدانتها الشديدة للمعاملة السيئة والعنف الجسدي اللذين مارستهما الشرطة الإسبانية في حق خمسة شبان مغاربة مقيمين في بلجيكا، عند مركز «بني نصار» (الناظور) خلال عبورهم على متن سيارة إلى مدينة مليلية المحتلة. وذكر البلاغ أنه تم إبعاد هؤلاء المواطنين المغاربة الخمسة، عقب تعرضهم للضرب وإصابتهم بجروح، إلى مدينة الناضور، حيث نُقِلوا على وجه السرعة إلى مستشفى هذه المدينة لإجراء الفحوص وتلقي العلاجات الطبية اللازمة، موضحا أن هذه التجاوزات الخطيرة والمنافية لكافة القواعد الأخلاقية والأعراف وقعت عندما لاحظ أفراد الشرطة الإسبانية أن هؤلاء المواطنين المغاربة يحملون في سيارتهم علما وطنيا مغربيا. وأضاف البلاغ أن الحكومة المغربية «تعرب عن احتجاجها الشديد على هذا التصرف غير المقبول، الذي لا شيء يبرره، بأي حال من الأحوال».. وأكد أن المواطنين المغاربة من حقهم، حيثما وجدوا، حيازة العلم الوطني وكذا حمله إلى مقر إقامتهم، بلجيكا، في هذه الحالة.