وصفت مصادر طبية نقابية في مستشفى محمد الخامس في الدارالبيضاء الوضع في المؤسسة ب«الكارثي والمشحون»، بسبب العلاقة المتشنجة بين مجموعة من الأطر الطبية ومدير المستشفى، وهو ما أثر على السير العادي للمستشفى، وبالتالي تراجع مردوديته، حسب المصادر نفسها. وهدد النقابيون بالتصعيد والدخول في اعتصام مفتوح أمام مندوبية الوزارة في الأيام القليلة المقبلة ما لم تَلُحْ حلول في الأفق، خاصة بعد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين عن الوزارة والوقفات الاحتجاجية التي خاضوها في الأيام الماضية والتي انتهت جميعها إلى الباب المسدود، وكانت قد نظمتها خمس نقابات وحملت فيها همومها مع إدارة المستشفى للتدخل وحل مختلف المشاكل، ضمانا لسير العمل بشكل عادي يخدم الصالح العام داخل المستشفى، غير أن كل اللقاءات أسفرت عن نتائج مخيبة لآمالهم، حسب منطوق بلاغ مشترك للنقابات الخمس تتوفر «المساء» على نسخة منه، وهي النقابة الوطنية للصحة العمومية(كدش) و(فدش) والجامعة الوطنية للصحة والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام والنقابة المستقلة للممرضين. وأكدت المصادر النقابية نفسها أن مجموعة من الاختلالات يعرفها المستشفى وأن الأمر يتطلب فتح تحقيق في الموضوع، من قبيل غياب وتهالك بعض المعدات الطبية الضرورية التي يعد توفرها في أي مستشفى أمرا ملحا، وعدم إصلاح وصيانة المعطلة منها، بالإضافة إلى تهالك الأَسِرَّة وانعدام بعض الأدوية ومشكل الأغذية التي «لا تتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية مما من شأنه أن يضر بالمرضى»، حسب بلاغ ثان للنقابات الخمس تتوفر عليه «المساء»، في الوقت الذي يمتنع الأطباء المكلفون بالحراسة عن أخذ وجباتهم، بسبب رداءتها، رغم أن الميزانية المخصصة لهذا القطاع ضخمة، وهي 250 مليون سنتيم، حسب مصدر طبي. واستنكر النقابيون أنفسهم مصادرة مدير المستشفى مقرَّ النقابات الذي خصص لها منذ 1998، مما يعني التضييق على العمل النقابي، كحق مشروع يكفله القانون، كما تم إتلاف أرشيف النقابات وملفات ذات صبغة سرية. وأكد النقابيون أنه يستحيل على الأطر الطبية تقديم خدمات طبية جيدة للمرضى في ظل انعدام ظروف عمل مريحة وأن الراحة النفسية هي أرضية لذلك، حيث إن جوا مشحونا ومتشنجا يطبع العلاقة ما بين العاملين في المستشفى، كما يتم التضييق على بعض العاملين، خاصة النقابيين منهم، مما خلق جوا من اليأس والاستياء. وأكد مدير مستشفى محمد الخامس ل«المساء» أن المستشفى حقق ارتفاعا بنسبة 10 في المائة في ما يخص علاج المرضى، خلال النصف الأول من السنة الجارية، مقارنة مع النصف الأول من السنة الماضية، وبالتالي ليس هناك أي تراجع بل على العكس، كما أن عمل المستشفى يسير بشكل جيد وأنه لا وجود لأي تشنج في العلاقات، باستثناء بعض الجهات النقابية التي تحركها أغراض شخصية تدفعها إلى خلق البلبلة في صفوف المهنيين. وأضاف أن المستشفى تتوفر على أحسن المعدات وأن المشكل القائم هو أن الإدارة استقبلت شكايات لمرضى تعرضوا للابتزاز داخل المستشفى، ومن الطبيعي أن تتحرك الإدارة لإنصافهم، خاصة أن بعض المرضى يطالَبون باقتناء الأدوية، علما بأنها متوفرة في المستشفى. وعن مصادرة مقر النقابات، أكد مدير المستشفى أنه لم تكن تعقد فيه أي اجتماعات لهذه النقابات وأن الإدارة كانت ملزمة بهذه الخطوة، لتأمين مكان لتخزين أدوية بقيمة أزيد من مليار سنتيم، وأن ذلك سيكون مؤقتا في انتظار تأمين مكان آخر لها، كما أن الإدارة أخبرتهم بإمكانية تأمين مكان آخر لهم لعقد اجتماعاتهم، كلما تطلب الأمر ذلك.