دعت ثلاث نقابات بريدية إلى إضراب في قطاع البريد، يوم الجمعة المقبل 16 يوليوز، للاحتجاج على المِنَح الكبيرة التي أعطتها إدارة بريد المغرب لقلة من العاملين في «البريد بنك»، الذي لم يمض على تأسيسه إلا بضعة أيام. وتقول نقابة الجامعة الوطنية للبريد والاتصالات إن الإدارة خصصت مبلغ 4 ملايين و224 درهما لفائدة 72 من أصل 8700 فرد يعملون في مؤسسة بريد المغرب، وحصل اثنان من المسؤولين الموقعين على قرار منح المكافأة على أعلى التعويضات، ومدير البريد بنك، نجم الدين رضوان، على 212 ألف درهم، ومدير الموارد البشرية، العربي موردي، على 176 ألف درهم... وقد حصلت «المساء» على نسخة من قرار مديرية الموارد البشرية رقم 86، بتاريخ 11 شتنبر 2009، ويحدد لائحة أسماء ومهام الممنوحين لمكافأة التحدي الذين أخرجوا مشروع «البريد بنك» إلى حيز الوجود، ويوضح القرار الذي صادق عليه المدير العام لبريد المغرب أمين بنجلون التويمي ومسؤولان آخران، أن الجزء الأول من المكافآت سيتم صرفه في يونيو 2010 وتبلغ قيمته 2.165 مليون درهم، والجزء الثاني سيصرف في دجنبر المقبل (2.058 مليون درهم).هذه المنح «الخيالية»، حسب وصف النقابة المذكورة سابقا، تشجع على الاحتجاج وضرب استقرار المؤسسة، لأنها تخص فئة دون أخرى، رغم أن الشغيلة البريدية ساهمت في مشروع إخراج «البريد بنك»، كل من موقعه، وبالتالي وجب أن يستفيد الجميع من هذه المكافآت، نظرا إلى تأكيد قانون تحويل بريد المغرب إلى شركة مساهمة على وحدة الشغيلة البريدية في النظام والأجور. وتقول الإدارة، من جهتها، إن مكافأة التحدي Challenge أعطيت لكفاءات حملة مشروع «البريد بنك»، وبذلت جهدا كبيرا لإطلاق هذا المشروع على امتداد الشهور الماضية، وقد أنجزت مهاما غير معهودة في مؤسسة بريد المغرب، تهمُّ وضع مساطر البنك الجديد والمخطط المحاسباتي البنكي والتصديق على الحسابات وإنجاز كافة الوثائق والأعمال المطلوبة لنيل ترخيص البنك المركزي. وأضاف المدير العام لبريد المغرب بنجلون التويمي، في حديث مع «المساء»، أنها ليست المرة الأولى التي تُمنَح فيها هذه المكافأة في تاريخ بريد المغرب، إذ سبق للبريديين والبريديات أن حصلوا على هذا النوع من المكافآت على بعض المهام الاستثنائية التي تتطلب عملا إضافيا على التوقيت الإداري، كورش العنونة. وأضاف التويمي أن هذه المكافأة لا علاقة لها بمنحتي المردودية والشهر ال13، ولا يمكن تعميمها على كافة الشغيلة، كما يطالب النقابيون بذلك. وأضاف التويمي أن الإدارة العامة ستخصص مبلغا مهما لتحسين الظروف المادية لشغيلة البريد، في إطار تعديل النظام الأساسي للمستخدَمين، متوقعا أن يتم الانتهاء من هذا الورش قبل نهاية السنة الجارية، ونفى المسؤول أن تكون منحة المردودية لشهر يونيو قد عرفت نقصا، مقارنة بالسنة الفارطة، مؤكدا أن الموظفين الذين وجدوا نقصا في منحتهم حصلوا على تنقيط أدنى مقارنة بالعام الماضي. وأعرب المتحدث عن استعداد الإدارة للدخول في حوار موسع وفي أقرب وقت مع الشركاء الاجتماعيين، قصد إقناعهم بصواب قرار الإدارة منْحَ مكافأة التحدي، مضيفا أن الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل إلى أرضية مشتركة بين الإدارة والنقابات.