رمت أول رئيسة جماعة قروية بضواحي فاس قنبلة في وسط العمل الجماعي بالمغرب، دون أن تدري، على ما يبدو، وهي تتحدث بكل عفوية، صباح أول أمس، عن تجربتها كمسؤولة محلية أمام عدد من المستشارات بفاس. فقد اتهمت رئيسة جماعة عين قنصرة السلطات المحلية بممارسة الوصاية عليها. وحكت، في هذا اللقاء الذي أطرته كنزة الغالي، أستاذة جامعية ومستشارة استقلالية، أنها أجبرت على توقيع بعض الوثائق دون أن تدري أي شيء عن مضمونها، ومنها وثيقة تتعلق بالهدم أجبرت على توقيعها بأثر رجعي، وذلك في محاولة من السلطات الإدارية حفظ ماء الوجه بعد إجراء عملية هدم لبناية غير قانونية دون أن تستند إلى أي قرار. وتحدثت هذه الرئيسة القروية، التي تنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، عن دخولها التجربة الجماعية عن طريق «إكراه» مورس عليها من قبل زوجها، مضيفة أن ما يربطها بالسياسة هو «الخير والإحسان». وقالت إنها كانت تجبر على توقيع الوثائق في المنزل دون أن تدري أي شيء عن الشأن المحلي، و«كل اختصاصاتي هي التوقيع فقط»، تضيف هذه المسؤولة الجماعية التي لم يوفر لها، في بداية تجربتها، حتى هاتف نقال يمكنها من فك العزلة عنها. وبالرغم من أن هذه الأوضاع دفعتها إلى تقديم استقالتها، فإن السلطات، حسب روايتها، رفضت هذه الاستقالة، «لأنهم أرادوا تلميع صورة الجماعة التي توجد على رأسها امرأة». واستمعت المستشارات اللواتي حضرن هذا اللقاء، المنظم بأحد الفنادق المصنفة في وسط المدينة، بكثير من الاندهاش والاستغراب لهذه التجربة التي واكبتها بعض وسائل الإعلام بكثير من المتابعة مباشرة بعد تشكيل مكاتب الجماعات المحلية، في الفترة التي تلت استحقاقات 12 يونيو 2009، وطُلب منها الجلوس في منصة المتدخلات لسرد هذه «المعاناة» أمام الملأ. فيما أعلنت الاستقلالية كنزة الغالي عن اعتزامها إحداث شبكة جهوية للمستشارات الجماعيات، بغض النظر عن الانتماءات الحزبية، وذلك بغرض توفير الشروط المواتية لتبادل التجارب والخبرات وتجاوز مشاكل انخراط المرأة في العمل الجماعي، وإعداد تكوينات للمستشارات في مجالات تتعلق ب«بناء الذات» و«التخطيط الاستراتيجي». واستمع عمدة فاس، حميد شباط، لبعض الوقت، إلى عدد من شهادات المستشارات الجماعيات في هذا اللقاء المفتوح، الذي حضرته مستشارات من حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي. وحرصت زوجته، فاطمة طارق، وهي نائبة لرئيس مقاطعة بالمدينة، على التذكير بأهمية العمل الجمعوي بالنسبة إلى المستشارات، وتحدثت بكثير من الإسهاب عن تجربتها في «الإحسان» وزيارة العائلات الفقيرة في أفراحها وأحزانها ومساعدتها، بغرض الحفاظ على حضورها بمنطقتها، وقدمت أرقاما ومعطيات حول «القفات» التي توزعها في كل رمضان على المعوزين بمنطقة زواغة، وقالت إن هذا العمل هو الذي يقف وراء فوز لائحتها بأربعة مقاعد انتخابية دون أي منافسة حزبية، وأكدت أن عرس اليتامى واليتيمات، الذي تستعد لتنظيمه في نهاية شهر يوليوز الجاري في مركب رياضي بوسط المدينة، يندرج في إطار هذه الأعمال الاجتماعية.