أعلن العقيد الليبي معمر القذافي، في آخر «خرجة» من خرجاته الإعلامية، أن خيار الاستفتاء هو الحل الوحيد لمشكلة الصحراء، وقال أمام وفد جزائري يضم أحزاب التحالف الرئاسي: «ما زلت أقول إن الاستفتاء هو الحل، ونحن، كعرب ومسلمين وإخوة، حرام أن نحارب بعضَنا البعض». ويبدو أن الزعيم الليبي إما أنه لا يتابع تطورات الملف في منظمة الأممالمتحدة أو أنه يريد مغازلة الوفد الجزائري، بتبني الموقف الرسمي للدولة الجزائرية تجاه ملف الصحراء. وللتذكير فقط, ننبِّه إلى أن الأممالمتحدة تَبيَّن لها، منذ زمن طويل، استحالة تنظيم الاستفتاء في الصحراء المغربية، وهو ما أدى بالمنظمة، من خلال ممثلها في الصحراء، عبر مختلف التقارير حول الوضع هناك، إلى اختيار موقف وسط بين الاستفتاء والحكم الذاتي، هو الحل السياسي المتَّفَق عليه بين الطرفين. وقد تبنى المغرب هذا الخيار الأممي، في الوقت الذي ما زالت جبهة البوليساريو والجزائر ترفضانه. وإثباتا لانخراطه في هذا الموقف، أعد المغرب مبادرة للحكم الذاتي في الصحراء، انطلقت على أساسها مفاوضات «مانهاسات» مع البوليساريو، برعاية الأممالمتحدة، والمتجمدة منذ سنتين. لكن تزامن هذه التصريحات مع المشاورات التي شرع فيها ممثل الأمين العام الأممي، كريستوفر روس، مع عواصم الدولة التي تشكل ما يصطلح عليه ب«أصدقاء الصحراء» من أجل تحريك مسار المفاوضات المتوقف، يطرح عدة أسئلة حول التوقيت والهدف من ورائها.