تعيش البوليساريو وكذا المخابرات الجزائرية حالة قصوى من الاستنفار بمخيمات تيندوف في الجزائر تحسبا لانتفاضة عارمة لسكان هذه المخيمات نتيجة انتشار خبر وفاة المحفوظ علي بيبا، الرجل الثاني في البوليساريو، صباح يوم الجمعة 02 يوليوز الجاري. وذكرت مصادر إعلامية جزائرية أن «اغتيال» المحفوظ علي بيبا من قبل المخابرات الجزائرية خلّف ردود فعل قوية ومثيرة وسط سكان المخيمات الصحراويين، أجمعت على اعتباره خسارة كبيرة ستكلف قيادة البوليساريو الكثير، حيث كان منظرها وصاحب المهمات الصعبة في صفوفها والرجل المعتدل الذي عرف عنه تدخله الإيجابي لتوحيد الصفوف بين كل أفراد القبائل الصحراوية الموجودة بالمخيمات في الجزائر، كما أنه كان كبير المتفاوضين مع المغرب حول الصحراء. ونظرا إلى قوة شخصيته وتحرره من نفوذ الاستخبارات الجزائرية فقد جعلته الأخيرة عدة مرات في قفص الشك والاتهام والتحفظ، وكانت له خلافات عميقة مع المدعو محمد لمين البوهالي الذي وضعته المخابرات الجزائرية على رأس وزارة الدفاع، لم تنته إلا بتدخل جنرال جزائري معروف لعقد الصلح بينهما. واستنادا إلى المصادر ذاتها، اعتبرت وفاة المحفوظ علي بيبا غريبة، حيث إنه الممثل الوحيد لقبائل «ثكنة» داخل أجهزة البوليساريو، الأمر الذي جعلها تعدّ العدة لحماية وجودها داخل قيادة البوليساريو. وتعرف المخيمات هناك تحركات مكثفة لضباط المخابرات العسكرية الجزائرية من أجل التحكم في الأمور، لأن أقرباء القيادي المتوفى تنتظر إجابة القيادة والمخابرات الجزائرية عن السؤال حول سبب إخفاء وقت الوفاة ثلاثة أيام كاملة، وعن سبب دفن الهالك بسرعة دون إجراء فحوصات طبية مستقلة خارج الجزائر من أجل التأكد من حقيقة الفرضيات المتداولة. وحسب المصادر نفسها دائما، فإن المخيمات تعيش على وقع انشقاقات داخل المشرفين على المعتقلات المنتشرة جنوبالجزائر والمملوءة باليأس والإحباط الذي أصاب كل المحتجزين فيها إلى أجل غير مسمى، وعلى طول انتظار وترقب مآل مخطط «الجمهورية الوهمية» الذي لم يعد أحد يصدقه، بل لم تعد ثمة غير أخبار الوفيات هنا وهناك والتصفيات والاحتجازات والتعذيب من أجل الاسترزاق طيلة 30 سنة وتشتيت مواطنين مغلوبين على أمرهم.